عصام العبيدى
إشراقات أنا.. وتاريخ مصر فى الاستديو
< الاسبوع الماضى.. كنت ضيفاً على الاذاعة المصرية.. وبعد انتهائى من اللقاء الإذاعى.. بإذاعة القاهرة الكبرى تحديداً..والذى امتد لأكثر من ساعتين.. مع الاعلامى الكبير أبوبكر بدوى.. كنت على موعد مع التاريخ المصرى.. فى واحدة من أعظم وأنصع صفحاته.
< فقد سعدت بمفاجأة.. لم ترد فى خيالى.. إذ اكتشفت أن نفس الاستديو رقم 3 الذى اذيع منه اللقاء.. الذى أجري معى.. هو نفس الاستديو.. الذى اذيع منه البيان الأول لثورة 23 يوليو المجيدة.. بصوت الرئيس السادات..
< بل والمفاجأة الأكبر من ذلك.. اننى اكتشفت ان نفس المقعد.. الذى شرفت بالجلوس عليه.. هو نفس المقعد الذى جلس عليه السادات.. فى هذا اليوم الخطير.. من تاريخ مصر.. يا الله.. معقولة دى!!
< فهذا اليوم هو الذى غير مجرى التاريخ فى مصر.. والعالم العربى كله.. بل وقارة افريقيا بأكملها.. وكان يجلس أمامه الاذاعى الكبير فهمى عمر.. أثناء اذاعة البيان التاريخى.
< وهذا والله ما أسعدنى أيما سعادة.. خاصة وأننى تجولت أيضاً.. فى استديو 4 والذى كانت تشدو منه.. سيدة الغناء العربى أم كلثوم.. بأجمل وأعظم ما غنت.. وكذلك موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب.. والغريب أن كل أغانيهم كانت تبث بشكل مباشر.. على الهواء - كما أخبرنى الأستاذين ابو بكر بدوى.. وعبد العزيز على.. فلم يكن هناك أى تسجيل أو مونتاج.. لذلك كان عبدالوهاب يتنحنح اثناء وبعد غناء الكوبلية.. وغنى فيه أيضاً عبد الحليم وكل عظماء جيله.. الذين امتعونا بأجمل وأرق غناء.
< يوم سعيد حقا عشته مع تاريخ مصر.. من خلال مبنى الاذاعة بالشريفين..والذى اشعر بأن كل شبر فيه يحكى جزءا من تاريخنا الفنى والسيسى.. فهذا المكان ارتاده عظماء مصر.. فى كل مجالات الحياة.
< أتمنى ان تهتم الدولة بهذا المبنى التاريخى.. الذى انطلقت من خلاله.. أول إذاعة فى العالم العربى وافريقيا.. من خلاله صدح النداء.. هنا القاهرة!!
اضحك.. وانسى الدنيا!
والله العظيم.. اقولها صادقاً.
< فى ظل الواقع المهبب والمنيل.. بستين نيلة اللي عايشين فيه ده.. أعتقد أن أحسن حاجه نعملها.. اننا نهرب للسخرية من كل شىء.. وأى شىء.. حتى لو السخرية من أنفسنا.. المهم ألا تكون جارحة.. وﻻ مهينة للناس!!
< وأرجوك ﻻ تنس.. كيف كان رسولنا الكريم.. يسعد بالطرفة ويقولها بكل مودة ووقار.. وحكاية العجوز التى قال لها الرسول الحبيب مازحا «ﻻ.. لن تدخلى الجنة.. أيتها العجوز» شهيرة.. ومعروفة لنا جميعاً
< وثق يا أخى.. أن رسم البسمة على وجه أخيك.. صدقه.. وانتزاع الضحكة من فم إنسان حزين ومهموم.. فضل ما بعده فضل!!