عبد الرحمن فهمى
العناد مع الماضي أضاع العمر!!
كان الموضوع أبسط كثيراً من هذه "الولادة العسيرة" لمجرد التعديل في الوزارة!! قالوا مطلوب بداية ترشيد الانفاق.. العجز في الميزانية رهيب!! والحل معروف منذ أيام الدكتور يوسف بطرس غالي - وعلي فكرة أضم صوتي لمقال الأخ الكبير صلاح دياب في "المصري اليوم" في ضرورة الاستعانة به فهو يحتل الآن منصباً مالياً عالمياً - ومعروف ايضا منذ أزمة اليونان والبرتغال منذ أربع سنوات.. أنه لابد من إلغاء السيارات الحكومية وتخفيض التمثيل الدبلوماسي للنصف!!
ولكن لا أحد يسمع الكلام في هذا البلد.. الدكتور غالي بدأ فعلاً في تخفيض كبير في المصروفات.. وكنت قريباً منه في آخر فترات وزارته والمشروعات موجودة ويجب دراستها بدون حساسية.. والظروف الآن مهيأة لتنفيذ أفكاره لأن رئاسة مبارك كانت أهم العقبات التي تقابله وعطلت عمله فلم يستطع أن يكمل باقي مشروعاته!!
قطعاً هذه الأفكار والمشروعات موجودة في ملفات في الوزارة لمن يريد أن يدرس ويتخذ خطوات سريعة.
ثم كانت في الوزارة إحدي مساعدات الوزير التي كانت يوماً هي الوزيرة فعلاً.. وأسألوا كل من يعمل في وزارة المالية الآن.. تقرر تعيين ثلاثة نواب لوزير المالية حرصت علي أن أقرأ اسماءهم فلم أجد اسم مساعدة يوسف غالي!! لماذا العناد وتجاهل الماضي؟! لقد كنت عضواً في لجنة مشتركة بيني وبين الوزارة وكانت هي رئيسة اللجنة.. ولمست مدي كفاءتها ودأبها وإخلاصها في العمل.. كانت تعمل 24 ساعة بلا مبالغة.. تراجع بنفسها بعض أحكام المحاكم الطويلة طول الليل وفي الصباح جاهزة برأيها في الموضوع!! هذا رغم وجود المستشار القانوني للوزارة وهو في نفس الوقت مستشار في مجلس الدولة!!
في دردشة.. قلت هذا الكلام لأحد الوزراء في ذلك الوقت فقال لي كلمتين: هي الوزيرة!! علي العموم.. هي استقالت منذ سفر يوسف غالي ولا أعتقد أن المناخ الحالي يساعدها علي العمل.
***
- وبمناسبة تجاهل الماضي رغم ما كان فيه من مثقفين ومفكرين وأصحاب تاريخ طويل!!
- لماذا لا يتم إعادة دراسة مشروع طه حسين المشهور بحكاية "الماء والهواء" وجاءت الثورة وشوهت المشروع.. يكفي تعميمه في الجامعات!! فضاع التعليم وضاع مال الدولة.. طالب الجامعة يكلف الدولة مبلغاً كبيراً لا أعلمه بالضبط ومع ذلك تجد خريج الجامعة لا يعرف اللغة العربية!!.. هذه حقيقة.. الخط ردئ للغاية ومن الصعب قراءته ولا تسألني عن النحو والإعراب!! لذلك كانت البطالة.. ولمكافحة البطالة بدأت الدراسات التأهيلية!! وتم إنشاء جامعة النيل ثم جامعة زويل.
كان طه حسين مؤمناً بأن المرحلة الإلزامية ليتعلم الطفل الصغير الكتابة والقراءة باتقان ويحفظ جزء عم أو بعضه لا يصلح أن يدخل المدرسة الابتدائية ليبدأ من الصفر.. لذلك كان ولي أمر الطفل الذي وصل خمس سنوات من عمره ولم يلتحق بالمدرسة الإلزامية تتم مساءلته وعليه عقوبة ما إذا لم يكن هناك عذر!! ثم "الكي جي" الأجنبي يعلم الطفل الرسم!! وABC!!
قولوا لي من يختلف مع طه حسين في هذا الرأي يا وزراء التعليم منذ ستين عاماً.. ضعنا وضاعت البلد بسبب العناد وتجاهل الماضي العظيم منكم لله.
***
مشروع الصالحية لحسين عثمان الذي كان انتاجه يكفي الاستهلاك المحلي خلال عامين.. وفي العام الثالث سنبدأ في التصدير مثل زمان!!
معاول الهدم حطمت إدارة المشروع في اليوم التالي لمصرع السادات.. ثم تقول لي إن الإخوان هم الذين قتلوا السادات؟؟.. الإخوان كعادتهم دائماً مجرد أداة لتنفيذ أداء الاستعمار والصهيونية!!.. لذا بدأ حسين عثمان في إنشاء منتجع دينا في طريق الإسكندرية وانتهي منه خلال عامين ايضا!!
ادرسوا مشروعات هؤلاء العباقرة الذين لن يتكرروا بسهولة!! ولكن ماذا نقول للعناد علي حساب الدولة!! والناس!!
***
وهناك مشروع "التأمين الصحي الشامل المجاني" لمحمود محفوظ.. تم تمزيقه في نفس أسبوع وفاة السادات منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً.. ويقال إن مجلس الوزراء شكل عدة لجان لوضع مشروع جديد!!.. طيب ادرسوا المشروع القديم أولاً.
***
الخلاصة:
طالما العناد مستمر مع كل ما قديم سنظل ندرس ونفكر.. والناس تنتظر.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.