داليا جمال
أما قبل - وزراء الصدمة...الشعبية !!
كعهدنا بها منذ بدأت..لم تخلف حكومة المهندس شريف اسماعيل وعدا ولم تنقض عهدا بتغييراتها الوزارية الباهتة، والتي أبقت علي أكثر الوزراء ضعفا في الأداء،واستفزازا للرأي العام ،وإثارة للجدل!!
وكأن الحكومة تقول للشعب «إهري يا مهري..وأنا علي مهلي» والناس تعترض وتقول اللي هي عاوزاه.. والحكومة تعمل برضه اللي هي عاوزاه !!
خاصة تجديد الثقة في وزراء كان خروجهم من الوزارة مطلبا شعبيا.
ويأتي علي رأسهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي لم نشعر معه بأي تجديد للخطاب الديني.. ولا رأينا علي منابر المساجد شيوخا يجذبون البسطاء بوسطية الدين ولباقة الحديث وثراء الفكر..بل وزيرا يرفض وجود الصحفيين في وزارته..وأئمة يفترشون الأرض أمام الوزارة اعتراضا علي تجاهله لهم !! وموظفون مضربون عن العمل في هيئة الأوقاف اعتراضا علي سياسات الوزير ورئيس هيئته..ورغم كل ذلك..بقي الوزير !!
كذلك استمر الدكتور أحمد راضي وزيرا للصحة رغم تخليه عن أطبائه في أزمتهم مع أمناء الشرطة، ولعل التطوير الوحيد الذي حل بمستشفيات الحكومة في عهده هو تركها لتتحول الي ساحات للمعارك والمشاجرات !!
ناهيك عن أزمة نقص الأدوية رخيصة الثمن التي توقفت شركات الأدوية عن إنتاجها لعدم جدواها الاقتصادية لرخص أسعارها، تاركا الفقراء لآلامهم لا يجدون الدواء لعلاج أمراضهم !!
ولأن التالتة تابتة فقد اكتمل التشكيل الوزاري بثالث وزراء الصدمة الشعبية في التغيير الوزاري، والذي يتولي الحقيبة الأهم في حاضر ومستقبل البلد وهي وزارة التربية والتعليم..الذي لا يتذكر المصريون أي كرامات له !! ومع ذلك بقي الوزير !!
وأمام اعتراف القاصي والداني في مصر المحروسة بانهيار مستوي التعليم .. وقلة الرعاية الصحية ومشاكلها.. وضعف مستوي الخطاب الديني لأئمة الاوقاف أمام أصحاب الخطاب الديني السياسي الذي يغسل عقول البسطاء.
فإنني أسأل المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء لماذا اﻹصرار علي استمرار نفس اﻷشخاص وإعادة توليتهم لوزارات هامة في حياة المواطنين بعد أن أخفقوا في حل الأزمات التي واجهوها ولم يحققوا أي إنجاز في وزاراتهم ؟؟
وإذا كنت تصر علي الإبقاء علي وزراء بعينهم لأنك تري فيهم عبقربة وإبداعا لم نصل نحن الي كنهها..فلماذا تعتبر سبب الإبقاء عليهم سرا من الأسرار العسكرية المحظورة!!
ومتي يحق للشعب المصري أن تصارحه الحكومة بسبب إقالتها للوزير الفلاني وسر إبقائها للوزير العلاني..ولو علي سبيل إظهار احترام وتقدير الحكومة للشعب الذي تحكمه !!
طالما أننا لم نصل الي مستوي الدول الراقية التي يبادر فيها الوزير من تلقاء نفسه بتقديم استقالته إذا أخطأ بتصرف يسئ لمنصبه وصورته...
بدلا من الإصرار علي وزراء تسبب استمرارهم في صدمة شعبية !!