أحمد السرساوى
نجاح باهر للقاهرة.. قادة جيوش أفريقيا في شرم الشيخ
كان اختيارا موفقا للغاية.. أن تكون شرم الشيخ مدينة السلام ملتقي لقادة جيوش أفريقيا أثناء عقد المؤتمر الخامس لوزراء الدفاع بدول الساحل والصحراء.. فقد تضمن الاختيار معاني رمزية كثيرة.
وعندما عبر الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي.. القائد العام للقوات المسلحة أول أمس، في اليوم الأول للقاء الوزراء بكل الصدق عن مشاعر المصريين في الترحيب بهؤلاء القادة علي أرض السلام.. وهم يبحثون مواجهة أعداء السلام.. كم كانت لمحة ذكية للغاية أن يربط في بداية كلمته بين ضحايا الارهاب في القارة، وبين الضحايا الذين سقطوا في العاصمة البلجيكية بروكسل منذ أيام، ثم يطلب من الجميع الوقوف دقيقة حدادا علي أرواح الضحايا والشهداء.
ما زاد الأمر تأثيرا وتأثرا وجود قادة من بعض الدول الأفريقية علي صلة قرابة بضحاياهم.. فكأنما قام القائد العام للقوات المسلحة المصرية بالشد علي أيدي كل من يهتم بهذه القضية التي تقلق منام العالم.. شد علي أيدي من «مسهم الضر» من هذا الارهاب الأسود.. كما شد علي أيدي رفاق السلاح من العسكريين الأفارقة بأن يهبوا علي قلب رجل واحد للقضاء علي هذا الأخطبوط البغيض.. أخطبوط الارهاب.
الأمر الآخر المهم.. أن مافعلته مصر في هذا المؤتمر المهم لا يتوقف عند ثماره الأمنية والعسكرية، بل يمتد لما هو أبعد وأشد تأثيرا.. الي الاقتصاد والتنمية وعودة الشقيقة الكبري مصر لمحيط تأثيرها الأقليمي وعمقها الأفريقي.
ما أكد ذلك ليس مجرد الكلمات التي عبر بها رؤساء الوفود عن رؤاهم لمستقبل علاقات بلادهم مع القاهرة، فالأمر يتخطي الشعور الي اللا شعور.. أقصد نظرات انبهارهم بالتغيير الجاري في مصر، بالخطوات التي تتخذها الدولة المصرية ليس للعودة الي افريقيا بل للانطلاق مع أفريقيا في علاقات تبنيها الثقة بما رأوه وشاهدوه في شرم الشيخ.. وهو ما سنشهد نتائجه خلال الأيام القادمة.