الأخبار
صابر شوكت
ألغاز وغموض يهددان الوطن
بعد كتابة مقال الاسبوع الماضي عن كوارث نواب محافظة القاهرة وخاصة أحد النواب الذي يتبني صحفيا مزيفا مسجل خطر وحصل منه علي توقيعات عشرات الأكشاك باسم الإنسانية وباعها بالملايين وتسبب في فضيحة للمحافظ النزيه، وينتشر بالشارع أن الدولة التي طردت الباعة من أرصفة العاصمة.. هي نفسها التي تبيع الأرصفة بأكشاك لمن يدفع..؟! وأن د.جلال السعيد محافظ القاهرة اتصل بي منذ عام وأكد انه أبلغ النائب العام بجرائم النائب وتابعه.. والرقابة الإدارية تحقق..! فوجئت بتليفون مساء السبت الماضي من الزميل «خالد مصطفي» مدير إعلام محافظة القاهرة يبلغني بموعد ضروري صباح الثلاثاء حدده محافظ القاهرة للإجابة علي جميع المشكلات التي تناولها مقالنا وخاصة شكوي ٤٠ ألفا من سكان صقر قريش المعادي ينوون الخروج بمظاهرات لإنقاذهم من ٣ آلاف ميكانيكي يحاصرون منازلهم.. وقبل توجهي للميعاد.. فوجئت بتليفون من خالد باعتذار المحافظ لتوجهه لموعد طارئ برئاسة الوزراء.. وبعدها بساعات علمت بتعيينه مرة أخري وزيراً للنقل.. تاركاً انجازاته ونجاحه بالعاصمة لمصير مجهول. وفوجئت بعدها.. بكوارث داخل المحافظة.. مفروض أن يتولي اللواء محمد البنداري سكرتير عام المحافظة تسيير أمورها لحين تعيين محافظ جديد.. أو أقدم نائب وهو اللواء أحمد تيمور.. ولكن الجميع فوجئوا «بالنائب اللغز» الذي يسيطر عليه المسجل الخطر هذا الصحفي المزيف بالسحر والجان.. يدخل مبني المحافظة صباح الأربعاء مطالباً بأن يتولي هذه المهمة.. وأن الجماهير تطالب به محافظاً.. لولا تدخل جهة سيادية عليا بإلزامه الصمت وأن اللواء تيمور سيتولي تسيير أمور المحافظة مؤقتاً.. وفوجئت بالجماهير تنهال تليفونياً تسألني: لماذا لا يحاكم أحد فساد محافظة القاهرة وينقذ الناس من جرائم هذا النائب اللغز؟! والإجابة.. ان منصب النائب.. مثل منصب المحافظ والوزير هو منصب سياسي بقرار جمهوري.. وبالطبع لا يليق أن نقبض علي حرامي في المنصب السياسي.. فيجب إقالته أولاً ثم ضبطه ومحاكمته..!

>>>

وتزداد الألغاز والغموض للشارع المصري مع التعديل الوزاري الأخير.. فالشارع غاضب من استحواذ الحكومة علي مسئولين ناجحين مثل محافظ القاهرة د.جلال السعيد وترك العاصمة لمصير مجهول.. بينما تغاضت عن تغيير وزراء كان الملايين يراهنون علي استبعادهم ثم محاكمة بعضهم علي تجاوزات خطيرة. لقد كان الملايين يأملون في تطهير الحكومة والدولة من الفاشلين بعد ان تخلصت من عكاشة والزند وكانوا ينتظرون استراتيجية واضحة.. ولكن الرئيس لخصها أمس في تكليفه للحكومة بأمر صارم قائلاً: واجهوا الفساد بكل قوة، ونحن معه نقاوم الفساد.. ولكن التغاضي عن نبض الشارع بألغاز غامض لايزال يهدد الوطن. وكانت أكثر الألغاز التي تغضب الشارع المصري هو ما نشرته الصحف الاسبوع الماضي.. بحكم قضائي نهائي بمنع المستشار الفاضل عادل ادريس قاضي التحقيق المكلف بكشف تزوير الانتخابات ومنصب الرئاسة بين شفيق ومرسي.. والذي كان قاب قوسين من كشف الحقائق للتاريخ ولكننا فوجئنا برئيس محكمة الاستئناف وقتها بأمر بعزله من القضية قبل تنفيذ قراره بالقبض علي متهمين نافذين بتزوير هذه الانتخابات.. الشارع المصري وملايين الشباب يتهامسون بغضب علي الشبكة العنبكوتية.. يتساءلون لماذا لم يتم الكشف عن هذه الحقائق التاريخية بينما كانت معنا نهلل لهذا القاضي الجليل عند بداية تكليفه؟

أما أخطر الألغاز التي تهدد الوطن.. فهي الاجتماعات السرية التي عقدت بين أجهزة مصر وقادة حماس الاسبوع الماضي.. وأعلنوا بعدها انهم أزالوا جميع صور مرسي ومرشده والبنا من شوارع ومساجد غزة كدليل براءتهم من دماء شهدائنا الأبرار.. بينما قبلها بأيام تورطوا في قتل ١٥ من ضباطنا وجنودنا الأطهار بكمين العريش وقبلها أعلن وزير الداخلية باعترافات قتلة الشهيد النائب العام انه تم تدريبهم بغزة علي أيدي حماس.. الشارع يريد الثأر لشهداء مصر وليس إزالة صور البنا من غزة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف