** من القارئ بركات حداد تلقيت هذه الرسالة: «أعجبنى حديثك عن العجل الذى نذبحه (أعتذر عن اللفظ) ولم يذبحه ميسى فعلا.. فالبطولات لا تتحقق بهذه الطريقة.. وفى صباح اليوم قرأت فى صفحة الرياضة بإحدى الصحف اليومية تصريحا لكوبر يقول فيه قبل مواجهة الفريق النيجيرى أن المباراة هى عنق الزجاجة فكانت بداية يومى ضحكة طويلة، ولا أعلم هل أحضر كوبر معه عنق زجاجة أرجنتينى من النوع الفاخر أم أن صاحب المقال كتب ذلك من باب التمسك بالتراث التاريخى الرياضى.. لكننا لا نلوم الصحفى ولا المعلق طالما اننا حتى الآن لا نطور ولا نغير فى طريقة اللعب وطريقة الفكر وطريقة التفكير، بداية من فكر الجبلاية وصولا إلى تفكير اللاعب نفسه.. للأسف دائما سنده تسبق اللعبة وذبح يسبق كل مباراة مصيرية وقرارات غريبة تسبق كل مباراة فى الدورى.. وكل مباراة مهمة للمنتخب تسبقها تجربة ودية فاشلة..
والحمد لله انى قرأت كلماتك عن ليستر والمتعة والمرح والموسيقى.. قبل ما يحصلى حاجة ..»..
** بعد الشر عليك وعلى كل القراء، أمال إحنا وأنا نعمل إيه. تصدق بالله يا أستاذ بركات أنى أكتب ساخرا من عنق الزجاجة هذا من نحو 25 سنة، وسألت نفسى، أو كلمت نفسى، كما فقير القرية الفيسلوف، المجنون فى مسلسلاتنا: «يا ربى ألا توجد زجاجة بلا عنق؟».. لماذا كل مباراة نلعبها ولو كانت فى البينج بونج، تكون عبارة عن عنق زجاجة. إحنا اتخنقنا يا أستاذ بركات من عنق الزجاجة، يقوم إيه.. يدرب مصر رجل أرجنتينى، وقد حضر إلى بلادنا من أمريكا الجنوبية قاطعا مسافات وساعات طيران طويلة وحاملا زجاجة. نفس الزجاجة!
** أثق مليون فى المائة أن كوبر لم يقل أبدا أن المباراة عنق زجاجة. وإن فعل، يبقى عليه العوض. لكنى لا أظنه فعل. إنما أحيانا أو كثيرا يكتب الصحفى ما يجب أن يقوله المصدر أو ما يظن أن المصدر سوف يقوله، أو ما يرغب هو أن يقوله على لسان المصدر.. لكننا بالتأكيد لم نتغير، لا فى التفكير، ولا فى الكتابة، ولا فى لغة الخطاب. معقول يا أستاذ بركات نقعد نقول ونعيد فى نفس الجمل 50 سنة.. «رحلة طيران شاقة خبر صلاة الجمعة.. السفارة التى استضافت البعثة وقابلتها.. الملاعب السيئة.. كوبر يطالب لاعبيه بالفوز.. المباراة عنق زجاجة».
الحقيقة أنا «عايز أعيط».. أصل والله يا أستاذ ساعات أشعر أنى لسه فى سنة 1960..هو إحنا فى سنة كام دلوقت؟.