طارق مراد
هاتريك- وباء الألتراس.. وإدارة الأزمات الرياضية
تعيش كرة القدم المغربية حالة طوارئ واستنفار بعد الجريمة الشنعاء التي ارتكبها تنظيم جماهير التراس نادي الرجاء البيضاوي في مباراة ناديهم مع شباب الريف الحسيمي في الدوري الممتاز المغربي باستاد محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.. فرغم فوز فريقهم 2/1 فإنهم أصروا علي ارتكاب جريمتهم من شغب وعنف أسفر عن سقوط 3 قتلي وإصابة "74" آخرين ليتأكد لنا من جديد ان تنظيمات الألتراس للأندية الجماهيرية أصبحت بمثابة "الوباء" الذي ينتشر بين جماهير الأندية العربية يصيبها بعدوي الشغب والعنف والتطرف والتعصب في التشجيع إلي حد القتل في منهج جديد لا علاقة له بمفاهيم وأهداف الرياضة النبيلة وفي مقدمتها بناء المواطن الصالح صحياً وذهنياً لممارسيها وتحقيق المتعة والتسلية لعشاقها ممن تسعدهم متابعة مهارات وموهبة الرياضيين.. وهذا التطور الخطير الذي سقطت فيه الكرة المغربية ومن قبلها الكرة المصرية بعد مجزرة استاد بورسعيد يؤكد ان تلك التنظيمات باتت تمثل تهديداً صريحاً للأمن والسلم المجتمعي وان استمرارها وترك الحبل لها علي الغارب من شأنه ان يحد من مسيرة تقدم الحركة الرياضية في البلدان العربية فنحن نتفق ان الحضور الجماهيري للمباريات الرياضية يمثل أحد العناصر المهمة لتحفيز اللاعب وجعله يبذل أقصي ما لديه من جهد ومهارة لاسعادها وهو ما يسهم في تطور مستواه الفني.. ونحن في مصر كان من الطبيعي ان يصدر قرار بإقامة المباريات دون جماهير حفاظاً علي أرواحها وأمن المجتمع حتي تصل الدولة إلي حلول جذرية للتخلص تماماً من تنظيمات الألتراس والتي يقودها حفنة من بلطجية ومهاويس ومجاذيب كرة القدم حتي لوكنا نعترف ونقر بان هناك شباب برئ داخل هذه التنظيمات المشبوهة.. وأعتقد بعد وقوع هذه الجريمة بالمغرب فإنه حان الوقت ان يتم التنسيق والتعاون بين وزراء الشباب والرياضة العرب لبحث انتشار تلك الظاهرة أسبابها وطرق العلاج تمهيداً للقضاء عليها نهائياً مثلما يتباحث وزراء الداخلية في كيفية مواجهة الإرهاب الأسود بالمنطقة العربية وأعتقد ان أول طريق لمواجهة "وباء" الألتراس هو تفعيل عقوبات القانون الرادعة.. بالاضافة إلي برامج التوعية والتثقيف لإعادتهم لرشدهم وتعريفهم بأهداف الرياضة النبيلة والتربوية.. والسلطات المغربية بدأت مطاردة وإلقاء القبض علي المشاركين في تلك الجريمة وأصدر محافظ الدار البيضاء قراراً بحظر نشاط الألتراس وهذا أول الغيث.
***
منذ عدة شهور قام المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة والدكتور أشرف صبحي مساعد الوزير باستحداث إدارتين جديدتين هما إدارة السياحة الرياضية بقيادة إيهاب الابياري وإدارة الأزمات بقيادة محمد العلواني وإذا كانت إدارة السياحة الرياضية قد قطعت شوطاً إلي حد ما في تحقيق بعض أهدافها.. فإننا سنجد أن إدارة الأزمات لم تستفد منها الوزارة أو الاتحادات الرياضية بالشكل الذي يجعلها تسهم بجدها في حل الكثير من المشاكل التي تعاني منها مواقع كثيرة في الحركة الرياضية سواء بالاتحادات أو العديد من الانجازات إذا ما تمت الاستعانة بها وتفعيل دورها يضرب لنا محمد العلواني مديرها مثالاً بانجاز الشعب المصري في مشروع قناة السويس الجديدة فعندما سأل الرئيس عبدالفتاح السيسي الفريق مهاب مميش عن مدة الانتهاء من المشروع فأجابه ثلاث سنوات فقال له سيادة الرئيس سنة واحدة وهذا المطلب يجسد لنا تطبيقاً عملياً لتعريف علم الإدارة وهو علم تحقيق الأهداف ويحمل في طياته الاستخدام الأمثل للموارد ولتحقيق الأهداف بمؤشر واضح لقياس الأداء وتحديداً للأدوار والمسئوليات والمتابعة المستمرة طوال الوقت بجميع أشكالها التي من أهم عناصرها عنصر المفاجأة بإدراك كامل لأهمية عنصر الوقت والانتماء للوطن ومن البديهي ان يكون هناك ثواب لمن يحقق الأهداف.