الوفد
علاء عريبى
رؤى- القانص أقوى من الحارس
كتبت الأسبوع الماضى عن الأكمنة الشرطية والعسكرية التى أصبحت مثل لوحة التنشين، وذلك بمناسبة اقتحام مجموعة من الإرهابيين لكمين الصفا فى منطقة العريش بشمال سيناء، وقتل جميع من فيه من رجال الشرطة، واختطاف ضابط وجنديين مازال البحث جاريا عنهم حتى اليوم.
واقترحت فى المقال إعادة النظر فى اختيار موقع الكمين، على أن يحقق الغرض من إقامته وهو حماية وتأمين المنطقة المحيطة به وليس تحصن القوات بداخله لحماية أنفسهم، واقترحت كذلك بناء خنادق للإعاشة والذخيرة تحت الأنفاق المنصوبة فى أماكن مكشوفة، لكى لا نترك أولادنا صيدا سهلا للإرهابيين والمجرمين، واقترحت كذل اقامة المتاريس ونصب كاميرات مراقبة، وتجهيز القوات بأسلحة متطورة وأجهزة رؤية ليلية.
فى اليوم التالى من نشر المقال تلقيت مكالمة من اللواء محمد سيد حسين الخبير المدير السابق لمشروع التعاون الأورومتوسطي لمواجهة الكوارث، وأبدى خلالها رغبته فى التعقيب والمشاركة بالرأى فى أزمة الأكمنة التى يروح فيها العشرات من أولادنا الجنود والضباط، وفى نفس اليوم تلقيت على الإيميل تعقيبه التالى:
«الأستاذ علاء عريبى.. تحياتي واحترامى، وبعد أرجو تعقيبا على موضوع الأكمنة النظر في الحقائق التالية: فكرة الأكمنة الثابتة خاطئة من الأساس، لأن القانص أقوى من الحارس، ولا يمكن وضع قوة محصنة مع الذخيرة والوقود داخل صندوق خرساني واضح ومعلوم يشبه لوحة تنشين في ميدان رماية مفتوح من كل الاتجاهات، يا أيها الذين تفكرون في زيادة التحصين أذكركم أنكم تضعون عائقا أمام عمليات الإنقاذ والأخلاء حال تعرض المبنى لقصف أو انفجار عرضي، حيث أن الشبكة القاسية من حديد التسليح تعوق عمليات الإنقاذ «إن شئتم أقرءوا تقرير عمليات إخلاء المصابين في تفجير مبنى الحكومة في أوكلاهوما بالولايات المتحدة – حيث مات أغلب المصابين بسبب النزيف المستمر لعدة ساعات، مع ملاحظة تفوق معدات الإنقاذ، وقدرات وعدد القواطع الهيدروليكية للخرسانة، مع توفر طرق مرصوفة تساعد علي سرعة التدخل».
لقد كان سقوط خط بارليف الحصين إنهاء لأفكار وعقائد أمن الحصون، ولقد دفعت الجيوش ثمنا فادحا لرومانسية وخيال القيادات الفاشلة في خطوط سيجفريد وماجينو ثم بارليف ....
أنني أحذر بصفتي خبير في الإنقاذ والأخلاء ويملأ العالم العربي تلاميذي في تلك المجالات من الاستمرار في هذا الاتجاه .
هناك الكثير من الأساليب البديلة والأكثر اقتصادا والأقل تكلفة، وليس مكان نشرها صفحات الجرائد إذا كنت خبيرا فعلا، عندي خبرات من أساليب اختيار النقاط الحاكمة، وفنون المراقبة والتصوير والتنصت، وعناصر التدخل، وموانع الارتداد، وأساليب التعقب والمطاردة، ولم استطع للآن فهم كيف يتم الهجوم وإرباك المشهد والهروب!
أرجو أن يتواصل أحد ممن يهمه الأمر لأؤدي واجبي الوطني، وتحيا مصر دائماً، اللواء محمد سيد حسين، مدير مشروع التعاون الأورومتوسطي لمواجهة الكوارث(سابقا )».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف