محمد عبد العليم داوود
مجرد كلمة- أفيقوا.. قبل الطوفان.. يرحمكم الله
وهكذا هي انظمة العالم الثالث تمد في حبل المشنقة للأحزاب والحركات المعارضة حتي تشنق نفسها بنفسها.. فقضية اختراق التمويل الأجنبي المشبوه للاحزاب تتم بذكاء ودهاء شديد من الأنظمة.
فهذه الأنظمة تعلم تماماً محاولات اختراق الخارج للأحزاب والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى.. وتعطى الضوء الأخضر لها.. فمن ناحية تبدو للعالم إنها دولة ديمقراطية ولديها أحزاب ولديها منظمات مجتمع مدنى.. ومن ناحية أخرى تنصب شركا وتجهز فخا لبلهاء الأحزاب حتى تصدر صورة للمجتمع بأن هذه الاحزاب والحركات المعارضة غير وطنية.. فمحاولات اختراق الأحزاب تتم كالتالى.. تصدر التعليمات من الدول ذات الطابع الاستعمارى إلى سفارتها بدول العالم الثالث للتواصل مع ضعاف النفوس فى الاحزاب السياسية وتكليفهم بإنشاء جمعيات ومنظمات تعمل فى مجال تعلم الديمقراطية والتدريب عليها.. مقابل ملايين من الدولارات.. على ان تقوم هذه الجمعيات بإمدادها بمعلومات محددة من خلال أسئلة يتم إعدادها فى هذه السفارات.. تماماً كما كانت تقوم بعض أجهزة المخابرات العالمية بتجنيد ضعاف النفوس زاعمين لهم أنهم يعملون فى منظمات تدعو إلى السلام.. ومعلوم للقاصى والدانى إنه لا يمنح تمويل إلا بموافقة جهاز المخابرات لكل بلد.. هنا يقوم ضعاف النفوس من أعضاء الأحزاب بتشكيل هذه الجمعيات وضم الأعضاء لها مقابل مبالغ خيالية لإعداد بيانات ومعلومات مطلوبة وتم تحديدها من قبل سفارة الدولة الممولة.. ثم يقوم صاحب الجمعية أو سكرتيرها العام أو القائمون عليها بضم هؤلاء الى عضوية الحزب الذى ينضم إليه صاحب الجمعية.. ثم فى الخطوة التالية يضم الى عضوية الجمعية العمومية أو عضوية المؤتمر العام للحزب من خلال تسكينه فى لجانه النوعية والمتخصصة واللجان الجغرافية أو لجان المحافظات.. حتى يصل الأمر بأن مقر الحزب الذى يرفع شعار الحزب من الممكن أن يتحول فعليا الى تنفيذ أجندة الجمعية الممولة.. هنا تصبح لهؤلاء قوة تصويتية كبيرة بعد أن مروا بتجربة عضوية الجمعية وتستمر عضويتهم فى الحزب والجمعية.. النوع الثانى من الاختراق استقطاب شباب وأعضاء الحزب الذين لم يسبق لهم المرور بعضوية الجمعية ومنحهم رواتب ومكافآت خيالية.. ثم يبدأ الإندماج ما بين القادمين من الجمعية إلى الحزب والمنضمين من أعضاء الحزب الى عضوية الجمعية.. ثم يتوحد الجناح وهما ما يعرف بجناح التمويل الأجنبى داخل الحزب . ثم يقوم أصحاب الجمعيات بعد ذلك بالتنسيق مع مسئولى سفارة الدولة الممولة لوضع أجندة مشروطة يتم من خلالها.. أولاً: فى حالة وجود انتخابات فى هذا الحزب يجب التصويت لقيادة معينة تكون أداة فى يد أصحاب الجمعيات. ثانياً: التوجيه بالتصويت من قبل الجناح الممول الى اختيار عدد من الشخصيات يتولون المواقع القيادية ومواقع اتخاذ القرار، ثالثاً: إلتزام هؤلاء الذين نجحوا بتصويت الجناح الممول بالانحياز الى بنود أجندة الدولة الممولة ومن هنا تتم السيطرة على اتخاذ القرار لهذا الحزب أو لتلك المنظمة.. خطورة الأمر أن يكون الحزب أو المنظمة قد وقعت فى المصيدة.. حيث إن أصحاب الجمعيات الملوثة قد أتخذوا من الحزب غطاء وظهيراً سياسياً فى تعاملهم مع السفارات وإنهاء التمويل لجمعيتهم المشبوهة.. وعندما يحاول الغيورون على الحزب من التلوث والاختراق يكون ردهم تدمير الحزب ومبادئه وثوابته.. كل هذا يتم بعد أن تحول صعاليق ولاعقى بلاط السفارات الى مافيا تهدد الأحزاب والأمة.. بعد أن تكون قد نسفت المبادئ الوطنية.. وجندت أجيال لا تعرف من العمل الحزبى والسياسى إلا التمويل المشبوه.. إن صمت الأحزاب عن هذه الجريمة هو تماماً مثل صمت النظام على الفساد قبل 25 يناير.. فالأحزاب أيضاً لن تتعلم ولن تفيق إلا بثورة من شباب طاهر على التمويل.. فيوم يرسخ جناح التمويل أقدامه بذلك يتم تحويل مقر الحزب الى فرع لجمعية مشبوهة.. أفيقوا يرحمكم الله.