الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- الوفد.. والميلاد الثالث
بكل الشوق والحب، أنتظر جريدة الوفد، ابتداء من غد الاثنين.. وأتوقع طفرة كبيرة. وقفزة عظيمة نحو المعركة الثالثة لجريدة الوفد.
وكانت المعركة الأولى فى مارس 1984 عندما صدرت «الوفد» كجريدة أسبوعية، قلبت الأوضاع الصحفية، ليس فقط فى الصحافة الحزبية ولكن فى كل عالم الصحافة المصرية.
وكانت المعركة الثانية أيضًا فى شهر مارس - ولكن عام 1987 - ونحن نعد لإصدار الوفد، كأول صحيفة حزبية يومية فى مصر الحديثة وعندما تساءل «الزعيم» فؤاد باشا سراج الدين: متى نصدر أول عدد وفدى يومى فى حضور مصطفى شردى - فارس الصحافة - المعارضة، وجمال بدوى. وكاتب هذه السطور.. ومعنا سعيد عبدالخالق، اقترحت أن يكون الصدور فى ذكرى عزيزة على كل المصريين، وليس فقط كل الوفديين، تلك هى يوم اندلاع الثورة يوم 9 مارس 1919.. ورد الباشا قائلا وهو يبتسم، لا يقترح هذا.. إلا عباس الطرابيلى حافظ الوفد وتاريخه.
<< وبين توزيع الوفد الأسبوعى الذى تجاوز 800 ألف نسخة كل يوم خميس وتوزيع الوفد اليومى الذى كاد يصل إلى 300 ألف نسخة، حققت جريدة الوفد مكاسب سياسية وصحفية رائدة.. حتى أن كل الصحف العربية - إذا أرادت الاستعانة بصحفيين مصريين ـ كانت تصر على أن يكونوا من «مدرسة الوفد الصحفية» التى حققت سمعة صحفية مصرية وعربية واقليمية رائعة.
وفى خضم معارك سياسية وصحفية شديدة.. ومع توالى الاصدارات الصحفية، حزبية ومستقلة.. يومية وأسبوعية.. ومع معارك إعلامية رهيبة، خصوصًا بعد تألق ظاهرة البرامج التليفزيونية الحوارية، فى كل القنوات بلا استثناء، ومن أجل الفوز بنسبة كبيرة من الاعلانات، تعرضت الصحافة الورقية إلى ضربات شديدة.. فاهتز توزيعها، إلى حد كبير.. حتى الصحف التى صاحبت فترة الانهيار السياسى فى السنوات العشر الأخيرة.. واختفت «صحافة الملايين» وفقدت معظمها نسبة كبيرة من بريقها.
<< ولكن جريدة الوفد رفضت الاستسلام.. وكان لابد من التغيير.. والتحديث.. وكان لابد من أن ينال ذلك بعض القيادات وأيضا بعض الأفكار.. كان لابد من قيادة جريدة تواكب بأفكارها وأسلوبها متطلبات العصر.. قيادة تتفرغ للتفكير ولا تشغلها القضايا المالية التى تهدد الآن أى صحيفة، وكل صحيفة.. والمهم أن يقدم الجيل الجديد من الصحفيين رؤيته، التى يجب أن تتفق مع أحلام ثورتى 25 يناير و30 يونية.. وأن تنطلق القيادة الجديدة - وهى ليست جديدة على الوفد - بل نشأت وترعرعت بين أحضان وأفكار هذا الحزب العريق، أقدم أحزاب مصر قاطبة.
<< واللافت للنظر أن القيادة الجديدة لجريدة الوفد تحت رئاسة العزيز سيد عبدالعاطى رئيس مجلسى الإدارة والتحرير - وبعيدًا عن أى عواطف اتفقت أن يصدر الوفد الجديد، فى ثوبه الجديد أيضا فى شهر مارس.. وبالذات غداً.. وكانت هذه هى معركة الميلاد الثالث وكأن هذه القيادة تصر على أن تكون كل معارك الوفد نابعة من شهر ثورة 1919.. ولا أراها مجرد صدفة. لأن ثورتى 25 يناير و30 يونية جاءتا لتكملا الثورة الأم.. ثورة 19.
<< أهلا بالوفد الجديد، فى ميلاده الثالث الجديد، وأراها بل وأتوقعها اضافة جديدة للصحافة الوفدية العريقة التى تتبنى كل الأفكار الثورية.. لهذه الثورات الشعبية العظمى فى التاريخ المصرى الحديث.
وأراها تجئ لترعى أحلام كل فئات الشعب.. من الأطفال نجوم الغد.. إلى العواجيز الذين عانوا كثيرا.. إلى الأم المصرية التى كانت وقودًا لكل هذه الثورات.
<< أهلاً بالوفد الجديد.. بقيادته الجديدة.. وربان السفينة الجديد سيد عبدالعاطى وكوكبة أبناء الوفد الأوفياء: وجدى زين الدين ومصطفى شفيق ومديرى التحرير، وكلهم - وأنا معهم - يرون المعركة الثالثة الجديدة - على أيديهم - هى معركة حياة أو موت.. وإن شاء الله لن تموت الوفد ما دامت أيدى كل الوفديين تدعم التطور الجديد لجريدتهم.. فى ميلادها، أقصد معركتها الثالثة الحالية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف