محمد الدسوقى رشدى
علامات النصر والخيانة فى سيناء
لكل طريق علامات رسمية، ترى الواحدة فيها فتعرف إلى أى مكان تتجه، وعن أى مكان ضرورى أن تبتعد، وعلى أى سرعة لا بد أن تسير، وللوضع فى سيناء علامات، كلما رأيت واحدة منها يمكنك أن تعرف تحديداً حقيقة الوضع هناك، وكيف تسير معركة الشرف والكرامة التى يخوضها جنود القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهاب.
تصفّح المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى وفضائيات الإخوان من حين إلى آخر، مفيد جداً للصحة وللتطور العقلى، وعملية ضرورية تطمئن بها على نفسك أنك ما زلت بخير، وأن الجماعة وأهلها ما زالوا يتمتعون بنفس الغباء والحقد والغل والرغبة فى الانتقام من مصر وأهلها، فتُدرك مع ذلك أنهم لا يستحقون تعاطفاً، ولا حتى تفكيراً فى ما يدعو إليه بعض أصحاب المصالح من مصالحة غير مشروطة مع هذه الجماعة الدموية.
إذا رأيت خلال جولتك السريعة على مواقع وفضائيات الإخوان هجوماً متزايداً على الجيش المصرى، وتعصّباً وتشنّجاً فى نشر شائعات وأكاذيب حول الوضع فى سيناء، وتناثرت فى تلك المواقع الإخوانية أخبار عن غضب أهالى سيناء أو تقدّم للإرهابيين أو تقارير مترجمة من صحف أجنبية مغمورة عن قصص من داخل سيناء تنشر شائعات حول الجيش وأدائه، إذا رأيت كل ذلك أو بعضاً منه منشوراً فى مواقع الإخوان، فعليك أن تعلم تماماً أن هذا دليل على أن ضربات الجيش ضد الإرهاب فى شمال سيناء وصلت إلى معدل لا يطيقه الإرهابيون، وأن الجيش يحقق تقدُّماً ملحوظاً فى مطاردتهم والسيطرة عليهم بشكل يدفع إلى الاستعانة بأصدقائهم فى الإخوان، لنشر الشائعات والأكاذيب لرفع الضغط عنهم.
سيتزامن ذلك مع نبرة دينية متزايدة فى كل المواقع الجهادية، ومع نشر أخبار مزيّفة على لسان بعض من أهالى وشيوخ سيناء، إما للإيحاء بأنهم غاضبون من ممارسات الجيش والشرطة وإما للإيحاء إلى بقية الشعب المصرى بأن أهل سيناء يخونون قوات الأمن هناك.
هم يريدون ذلك بأى ثمن، يبحثون عن فتنة، فتنة بين أهل سيناء وقوات الجيش والشرطة، أو فتنة بين أهل سيناء وباقى أهل مصر، لكن الخطة أصبحت محفوظة، يكفى أهالى باقى محافظات مصر أن ينظروا إلى تضحيات أهالى سيناء وما يتعرّضون له من تهديدات وضغوط من جانب الإرهابيين ليعرفوا أن أهل سيناء جنباً إلى جنب مع الوطن فى معركته، يكفى أهل المتربّصين والمتكلمين فى الإعلام أن ينظروا إلى ضحايا وشهداء أهالى سيناء خلال المعركة مع الإرهاب، وعدد من تم قتلهم فى سيناء بسبب تعاونهم مع الجيش، لإدراك أن أهل سيناء أبعد ما يكونون عن فكرة خيانة هذا الوطن.
الخيانة هناك فى تلك المناطق التى لا يقوم أهلها بدورهم فى مكافحة الإرهاب، الخيانة هناك فى وزارة الأوقاف التى تترك أغلب مساجد شمال سيناء -طبقاً لتصريحات الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ قبائل سيناء- دون أئمة ودعاة تابعين للأزهر أو الوزارة، لكى يقوموا بدورهم فى محاربة الأفكار المتطرّفة، الأزمة هنا فى تلك الوزارة التى لا يدرك وزيرها أن الحرب على الإرهاب لن ينهيها الرصاص فقط، بل تحتاج إلى من يُطهر عقول الشباب والإرهابيين من الأفكار المتطرفة، فإذا بالوزارة تنسحب من هذه المواجهة، دون تقديم الدعم الكافى لجنودنا ودون القيام بدورها.