المساء
محمد جبريل
ع البحري -داعش وتفجيرات أوروبا
لعل الهاجس الذي يفرض نفسه في أعقاب أي عملية إرهابية.. ما الهدف الحقيقي لهذه العملية. وما الجهة التي حرضت ومولت وأشرفت علي التنفيذ؟
عرضت القنوات الفضائية صور الشبان الثلاثة الذين أقدموا علي عمليات بروكسل الأخيرة. كانوا يدفعون حقائبهم داخل المطار. ويتضاحكون. كأنهم في الطريق إلي نزهة.
من حرض هؤلاء الشبان علي اختصار حياتهم بالانتحار؟ من غسل أدمغتهم. وأباح لهم قتل الآمنين. دون شبهة خلاف مع أحد ممن قتلتهم التفجيرات. فالمطار سوق مفتوحة لكل الأجناس. بحيث تستهدف العملية الإرهابية تأثيرا إعلاميا يفوق التصفية الجسدية.
نستطيع أن نتعرف إلي انعكاسات التأثيرات الإعلامية في إغلاق الحدود بين دول أوروبا. وفي المداهمات المتوالية علي الأحياء التي يقطن فيها مواطنون من أصل عربي. أو قدموا من أقطار عربية فرارا من الأحداث الدامية في بلادهم. وارتفاع نبرة العداء للمسلمين في خطب المرشح الأمريكي الجمهوري ترامب. ومناداة ساسة أوروبيين بتقليص الوجود العربي في القارة. ومنع استقبال وافدين جدد.
التفجيرات التي كانت معدة قبل القبض علي صلاح عبدالسلام. لم تستهدف سوي التأثير الإعلامي. بإحداث أكبر مساحة دمار. وأكبر عدد من الضحايا. دون اهتمام بالبلاد التي قدموا منها. ولا حتي بالأديان التي يعتنقونها. مجرد شو إعلامي يشغله تحقيق ردود الأفعال السلبية ضد الوجود العربي والإسلامي. وهو ما حدث بالفعل.
نسبة الجرائم إلي داعش. وصدور بيان من التنظيم يؤكد مسئولية كوادره عما حدث. اجتراء خادع. لأن قتل الآمنين يصعب تصوره هدفا في ذاته. القتل ليس وسيلة تسلية. فمن قاموا بهذه الجرائم لم يردعهم أن تكون حياتهم ثمنا لتنفيذها.
ونعود إلي السؤال الذي طرحناه في البداية.. من الذي حرض ومول وأشرف علي التنفيذ؟
كما تدل كل الشواهد. ومن خلال آلاف التقارير والروايات والشهادات. فإن داعش تابع وليس متبوعا. الظهور المفاجئ للتنظيم. واتساع المساحات التي احتلها في الأرض العربية. وفي تعدد أعماله علي مستوي العالم. يشي بالجهة التي أنشأت التنظيم. ونسبته إلي الإسلام ليحدث تأثيرات سلبية. مدمرة. دفع ثمنها بالكامل أبناء الوطن العربي. وإن تطاير نثار الدم علي عدد من مواطني البلاد الأخري. وضعتهم الأحداث - مصادفة - في مسار الأحداث.
أخشي أن الجهة التي يدين لها داعش بالتبعية. ستظل بعيدة عن دوائر الاتهام. رغم الشواهد الكثيرة التي تشير بالإدانة. ومنها تأكيدات تقارير الغرب أن البغدادي رئيس التنظيم إسرائيلي الجنسية. وأن مدن فلسطين المحتلة تشهد عمليات قتل يومية ضد المواطنين العرب. دون أن يعلن المسمي داعش عن وجود يدافع عن حق الفلسطينيين في الحياة الآمنة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف