المساء
مؤمن الهباء
شهادة- إلي محموديان
في يوم الجمعة "18 مارس الجاري" نشرت صحيفة "المصري اليوم" حواراً موسعاً علي صفحة كاملة مع السفير محمد محموديان. رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.. وتلك مبادرة جيدة لكي نسمع عن إيران من الإيرانيين أنفسهم. وليس من الوسطاء الذين لا يحسنون نقل الرسائل. وقد يتعمدون الكذب والتضليل. وبث الفرقة.
في هذا الحوار تحدث السفير محموديان في العديد من القضايا الخلافية.. والآن ربما يكون من الأفضل أن يسمع الرأي الآخر.. وأن يقرأ لقلم مختلف طالما دافع عن حق إيران وكل الدول العربية والإسلامية في امتلاك التكنولوجيا النووية المتطورة مادامت تمتلكها إسرائيل.. ودافع عن ضرورة التفاهم المشترك والتقارب بين السُـنَّة والشيعة والتقارب مع إيران كدولة جوار. وكقوة إسلامية إضافية عندما كان هذا الخطاب يضع صاحبه موضع الشبهة والاتهام.. لكنه اليوم يري إيران تتحول من مشروع ثوري ملهم. إلي مشروع دولة توسعية مذهبية. تعمل علي التمدد والاستحواذ ومصادرة إرادة الشعوب في التحرر من أجل تحقيق مصالحها.
يقول السفير محموديان في حواره: إن إيران دولة ديمقراطية. يتم اختيار المسئولين فيها ابتداءً من مرشد الثورة عبر صناديق الاقتراع.. حسناً.. لا شك أن الفضل في ذلك يرجع لثورة الشعب التي قادها الخميني. وأسقطت الشاه عام ..1979 إذن لماذا تقف إيران الدولة اليوم في وجه الشعب السوري.. وتنكر عليه رغبته هو الآخر في الانعتاق من نظام سلطوي وراثي فاشي من خلال الثورة. كي ينتقل إلي نظام ديمقراطي حقيقي.. ويبني مؤسسات يستطيع بها اختيار المسئولين عبر صناديق الاقتراع فعلياً. وليس شكلياً. مثلما هو حادث الآن في ظل وجود بشار الأسد؟!!
لماذا تكون الثورة حلالاً للإيرانيين. وحراماً علي السوريين؟!.. وتكون الديمقراطية حلالاً علي الإيرانيين. وحراماً علي السوريين؟!.. لماذا يشترك الإيرانيون في قمع ثورة الشعب السوري بالحديد والنار. مما اضطر هذا الشعب إلي التحول من الثورة السلمية إلي حمل السلاح للدفاع عن نفسه في مواجهة نظام قاتل ظالم. دمر بلده وهجر شعبه؟!!
ليس هناك أدني مبرر لإيران كي تقف في خندق بشار. إلا إذا كانت الأسباب طائفية.. مثلما هو الحال في اليمن. الذي اختارت إيران أيضاً الوقوف فيه إلي جانب الحوثيين الشيعة. الذين انقلبوا علي مسيرة التحول الديمقراطي. وأربكوا المشهد السلمي.. وجعلوا اليمن ساحة للحرب. وتحالفوا مع عدوهم القديم الطاغية علي عبدالله صالح.. فقط لأنه مثلهم ضد النظام الجديد الذي أتت به الثورة.
ويشير محموديان إلي ضرورة النظر إلي خطوة روسيا ببدء الانسحاب من سوريا. كإشارة إيجابية لوقف إطلاق لنار.. حسناً.. الانسحاب الروسي ليس كاملاً.. وربما يكون خطوة تكتيكية في إطار صفقة مع أمريكا بخصوص تسويات معينة.. ووجود الروس في سوريا مازال قوياً في قاعدتين.. إحداهما جوية. والأخري بحرية.. والروس يهددون بالعودة في أي وقت.. ومع ذلك.. إذا كان الانسحاب الروسي إشارة إيجابية. فمتي سنسمع عن الانسحاب الإيراني. وانسحاب حزب الله.. حتي تُتْرَك سوريا للسوريين. يقررون مصيرهم بأيديهم؟!!
الرجل ينفي تواجد قوات إيرانية في سوريا مع أن الأخبار كل يوم تحمل إلينا سقوط قتلي وجرحي من قادة الحرس الثوري الإيراني وجنوده في مناطق المعارك.. وهو ما يعني تورط هؤلاء في الحرب مباشرة إلي جانب قوات بشار.. فهل يقبل الإيرانيون تدخل قوات أي دولة أجنبية في أراضيهم مثلما يفعلون في سوريا؟!!
يدَّعي محموديان أن التدخل العسكري الإيراني في سوريا تم بناء علي دعوة من السلطة الشرعية.. وهذا بُهتان كبير.. أي شرعية تلك لنظام قتل أكثر من ثلث شعبه. وهجَّر ثلثاً آخر. ودمَّر المدن والقري؟!! ويغضب السفير الإيراني لأن الجامعة العربية صنَّفت حزب الله ضمن الجماعات الإرهابية. لأن ذلك سوف يسعد إسرائيل. ويصب في مصلحتها.. ونحن معه في ذلك تماماً.. لكن شريطة أن يعود حزب الله منظمة لبنانية وطنية رائدة للمقاومة.. ولا يتمدد في سوريا واليمن والعراق لقهر الشعوب. وإذلالها بالقوة المسلحة.. ولا يتحالف مع أنظمة فاسدة مستبدة لأسباب طائفية.. وينسي أن آخر طلقة وجهها إلي إسرائيل كانت منذ عشر سنوات.. المقاومة هي مبرر شرعية حزب الله الوحيد.. فليعد إليها.. ولا يوجه بندقيته إلي المواطنين خارج حدود لبنان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف