*الملك أحمد فؤاد يعيد تصحيح تاريخ عائلته على شاشات الفضائيات ونجله يخطف الأضواء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى
*الأمير محمد على مازال يحتفظ بلقب «ولى عهد مصر» ويعمل بمكتب عقارات فى باريس
*العائلة المالكة تعلن ضيقها من اختصار تاريخها فى العلاقات النسائية وحفلات البذخ التى يرصدها مسلسل «سرايا عابدين»
*ورثة الملك فاروق تبقى منهم 7 أشخاص أبرزهم الملك أحمد فؤاد و6 من الأحفاد الأمراء
فجأة، عادت حُمَّى الملكية لتفرض نفسها على المشهد فى مصر.
صفحات وحسابات على فيسبوك وتويتر عن الملك فاروق وابنه الملك أحمد فؤاد، مشفوعة بالصور والفيديوهات القديمة، وحنين إلى أيام العهد الملكى، يصل إلى حد المطالبة بالاستفتاء على عودة الملكية الدستورية، ومذكرات منسوبة للملك فاروق تُنشر على حلقات هنا وهناك، وبرامج تليفزيونية تستضيف أحد أبرز وجوهها التى مازالت على قيد الحياة.
فقد أبدى كثيرون اهتمامـًا باللقاء الذى أجراه وائل الإبراشى، فى برنامجه «العاشرة مساء» على قناة «دريم2»، مع الملك أحمد فؤاد الثانى، آخر ملوك مصر، الذى فهمنا منه أنه غير راضٍ عما ورد فى مسلسل «سرايا عابدين»، وحزنه لأن المسلسل لم يتطرق للإنجازات التى قام بها جده الأكبر الخديو إسماعيل.
أصداء واسعة أحدثها هذا الحوار المطول الذى تضمن صورًا وأسرارًا جديدة للملك فاروق فى المنفى، وتحدث فيه ملك مصر الأخير مع الإبراشى، خلال لقاء جمعهما بسويسرا، عن أسفه وضيقه لاختزال الملكية فى العلاقات النسائية وحفلات البذخ.
وفى الفترة الأخيرة، تداولت بعض المواقع الإلكترونية موضوعـًا طريفـًا مفاده بأنه فى حال استمر الحكم الملكى المصرى حتى الآن، كان الأمير فخر الدين، وهو الابن الأصغر للملك السابق أحمد فؤاد، كان سيكون هو ولى العهد، الذى يؤول إليه الحكم بعد والده.
وفى حقيقة الأمر فإنه، وطبقـًا لنظام الحكم فى العائلة المالكة المصرية، التى غربت شمسها مع سقوطها عقب ثورة 23 يوليو 1952، فإن الأمير محمد على، وهو الابن الأكبر للملك السابق أحمد فؤاد، وهو من مواليد القاهرة سنة 1979، هو ولى العهد الرسمى طبقـًا لنظام الحكم فى أسرة محمد على تلقى الأمير محمد على تعليمه فى مدرسة لوروزى بسويسرا، وأتم تعليمه الجامعى فى باريس، وهو الآن يعمل فى مجال العقارات.
تزوج الأمير محمد على، فى 30 أغسطس 2013، من الأميرة نوال ظاهر، وهى حفيدة الملك ظاهر شاه ملك أفغانستان السابق، الذى كانت تربطه علاقة صداقة بالملك فاروق.
وعلى الرغم من انتهاء الحكم الملكى فى مصر، فإن العائلة المالكة المصرية تحافظ فيما بينها على تلك الأمور والشكليات بشكل دائم، أما فيما يتعلق بالأمير فخر الدين، فهو الابن الأصغر للملك السابق أحمد فؤاد، حيث إنه من مواليد مدينة الرباط المغربية سنة 1987، بينما الأميرة فوزية لطيفة (اسم مُركب)، وهى الابنة الوسطى للملك السابق من مواليد إمارة موناكو الفرنسية، سنة 1982.
عقب وفاة فؤاد الأول، تولى ابنه فاروق حُكم مصر فى فترة حاسمة من عمر مصر.
ومن 28 إبريل 1936 إلى أن تنازل عن العرش فى 26 يوليو 1952 قاد فاروق البلاد وسط عواصف الاحتلال والفساد والفوضى، وسرعان ما برز بشكل رسمى اسم الملك فاروق (إبريل 1936 - يوليو 1952) كواحد من أكبر أغنياء مصر، بعد أن ورث عن أبيه ثروة طائلة.
وفى صحف ومجلات ذلك الزمان، نطالع قوائم دقيقة لثروة فاروق الحقيقية. ففى مجال الأطيان والأرض الزراعية تبين أن مجموعها 24 ألفـًا و73 فدانـًا و16 قيراطـًا، وكان لفاروق دخلٌ آخر يحصل عليه من ريع الأوقاف يقدر بنحو مليون و365 ألف جنيه.. هذا بخلاف دخلٍ سنوى كبير يقدر بحوالى 300 ألف جنيه يستولى عليه بصفته ناظرًا على عدد من أوقاف أخرى يبلغ عددها 14 وقفـًا.
أما دخل فاروق من الأسهم التى كان يملكها فى الشركات فقد بلغ 3 ملايين و398 ألفـًا و145 جنيهـًا، وكان فاروق يملك 71 سيارة خاصة به غير السيارات الملكية «الحمراء» والسيارات المخصصة لرجال الحاشية والقصر، ومن هذه السيارات الخاصة بالملك السابق سيارات كاديلاك ومرسيدس ورينو وكورد وفيات ولينكن وفورد وشيفروليه وجيب ليموزين وتوربين للسباق.
أما اليخوت واللنشات فيبلغ عددها عشرين قطعة، قدر ثمنها بنحو 58 ألف جنيه وهناك ممتلكات أخرى تتمثل فى الأثاثات التى ملأت قصرى الطاهرة والبستان واستراحات وادى الرشراش والغردقة والمعمورة.
وفى يوم 16 يناير 1952 دوت طلقات المدفعية فى سماء القاهرة، حيث تم إطلاق 101 طلقة مدفعية فى تمام الساعة السادسة والثلث صباحـًا، إعلانـًا عن مولد أول طفل ذكر للملك فاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد وهو الأمير أحمد فؤاد. أرجع فاروق سبب الإنجاب قبل الموعد المنتظر إلى الوراثة من ناحية زوجته، فى حين نحت الأقاويل -كالعادة- منحى آخر.
جاء الأمير أحمد فؤاد، فى وقت كانت مصر فيه على فوهة بركان. وعندما قرر الملك تقديم ابنه وولى عرشه إلى الجيش فى 26 يناير 1952، فإذا فى اليوم ذاته ينشب حريق القاهرة ويتحول الفرح المقرر الاحتفاء به إلى جنازة.
ثم وقعت ثورة يوليو 1952، واضطر فاروق إلى توقيع وثيقة التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد على ظهر يخت «المحروسة» مساء يوم 26 يوليو 1952.
استقر فاروق فى إيطاليا، وبعد أقل من ثلاثة أشهر فقط، وتحديدًا فى 15 أكتوبر 1952، بدأت صحيفة «إمباير نيوز» البريطانية فى نشر سلسلةٍ من 12 حلقة بعنوان «ذكريات فاروق» حكى فيها الملك المخلوع عن سنواته الأخيرة فى مصر بروح شخصٍ منفعلٍ ومجروح، أكثر مما روى حقيقة الأمر.
مر أحمد فؤاد الثانى - المولود فى 16 يناير 1952- بأزمات مالية خاصة بعد رحيل والده ونفاد مدخراته، عمل فترة فى مجال العقارات فى فرنسا، وهو يعيش حاليـًا فى سويسرا. تزوج من الفرنسية دومينيك فرانس لوب بيكار، التى أصبحت تحمل اسم فضيلة وقد انفصلا عام 1996، قبل أن يقع الطلاق النهائى بينهما فى سبتمبر 2008.
أصابت الشروخ حياة أحمد فؤاد الزوجية بسبب زوجته فضيلة، فقد استدانت مبلغـًا كبيرًا من البنك، بضمان شقة شارع فوش ومحتوياتها. وكلها من أثاث وتحف الملك فاروق، غير هدايا شاه إيران وبعض أمراء السعودية. ولم توف الدين للبنك، وضاعت الشقة بمحتوياتها، من جراء نزقها، وغرورها الأحمق، وإسرافها الجنونى، على هيئتها ومظهرها وخيالها المريض!
أما أحمد فؤاد، فقد جردته من كل ما آل إليه، ودفعت به إلى الانهيار النفسى، وقد ترك وراءه كل شيء، ولجأ إلى أخته الأميرة فريال ليعيش معها فى سويسرا.
وعندما توفيت الأميرة فريال فى مونترو بسويسرا فى 29 نوفمبر 2009، نُقل جثمانها إلى القاهرة، حيث ووريت الثرى فى المقبرة الملكية بجوار والدها الملك فاروق الذى توفى عام 1965، وشقيقتيها الأميرتين فوزية التى توفيت فى 28 يناير 2005، وفادية التى توفيت فى 28 ديسمبر 2007، وهم مدفونون جميعـًا فى مسجد الرفاعى بحى القلعة.
وبوفاة فريال لم يبق من نسل الملك فاروق غير 7 أفراد، على رأسهم الملك السابق أحمد فؤاد، و6 من الأحفاد الأمراء، أبرزهم محمد على ولى العهد الافتراضى، وشقيقاه فخر الدين، و»فوزية لطيفة». أما شامل وعلى اللذان يعيشان فى سويسرا، فهما ابنا الأميرة الراحلة فادية التى تزوجت فى فبراير 1965 من أمير روسى سابق يُدعى بيير أورلوف أشهر إسلامه ليتزوجها. وينتهى حبل أحفاد الملك فاروق عند الأميرة ياسمين - المولودة عام 1967 - الابنة الوحيدة للراحلة الأميرة فريال من رجل الفنادق السويسرى جان - بيير بيرتون الذى تزوجته عام 1966، وهى الوحيدة من أحفاد فاروق التى تعيش فى مصر.
وفى 2 يوليو 2013، توفيت الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، فى حى سموحة بمدينة الإسكندرية.
تزوجت الأميرة فوزية (المولودة فى 5 نوفمبر 1921) من ولى عهد إيران محمد رضا بهلوى فى 16 مارس 1939، حيث كان حفل زفافهما أسطوريـًا ومن أكبر حفلات الزفاف التى شهدتها القاهرة فى ثلاثينيات القرن العشرين. بعد سفرها إلى إيران، تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى فى طهران. وبعد عامين من زواجها، تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم فى إيران، بعد تنحى أبيه عن العرش، وأنجبت منه فى 27 أكتوبر 1940 ابنتهما الوحيدة الأميرة شهناز محمد رضا بهلوى، السويسرية من أصل إيرانى، التى صدر قرار بمنحها الجنسية المصرية فى 10 نوفمبر 2013.
نالت فوزية الطلاق فى عام 1945 بالقاهرة، لكنها حصلت على طلاقها رسميـًا من إيران فى 17 نوفمبر 1948، بعد أن وافقت على شرط ترك ابنتها لتعيش فى كنف والدها.
وفى 28 مارس 1949 تزوجت من العقيد إسماعيل شيرين وهو ابن عم بعيد للأسرة المالكة -حينذاك- كما كان آخر وزير للحربية والبحرية فى مصر قبل ثورة 23 يوليو، وأنجبا: حسين (مواليد عام 1955)، ونادية (19 مارس 1950- أكتوبر 2009)، التى تزوجت لفترة من الفنان يوسف شعبان وأنجبت منه ابنتهما سيناى، ثم تزوجت من مصطفى رشيد الذى أنجبت منه ابنتهما فوزية.
وكان لفوزية 4 أخوة من أمها نازلى، هم: الملك فاروق (11 فبراير 1920- 18 مارس 1965) الذى توفى فى مطعم «إيل دو فرانس» فى العاصمة الإيطالية روما، والأميرة فائزة (8 نوفمبر 1923- 9 يونيو 1994) التى تزوجت ابن عمها التركى محمد على بولند رؤوف وتوفيت فى لوس أنجلوس، والأميرة فائقة (8 يونيو 1926- يناير 1983) التى تزوجت من فؤاد صادق وأنجبت منه أربعة أبناء قبل وفاتها فى القاهرة، ثم الأميرة فتحية (17 ديسمبر 1930- 10 ديسمبر 1976) التى تزوجت من رياض غالى وأنجبت منه رفيق ورائد ورانيا، قبل أن ينفصلا، وتلقى حتفها بالرصاص على يد طليقها فى لوس أنجلوس.
حكايات العائلة المالكة فى مصر، جاذبة للاهتمام بما فيها من دراما وأسرار، وكواليس قصور، وربما كان الحنين الشديد لأيام الملكية ناجمـًا عن افتقاد صورة مصر أو نمط الحياة فيها فى تلك الفترة، مما يجعل لهذه العائلة المالكة بريقـًا خاصـًا، يتجاهل أحيانـًا الكثير من أزمات تلك العائلة ومشكلاتها فى ذلك الزمن.. الذى ولى.