محمد العزاوى
مشكلة جيل.. وأزمة الدولار
** عندما تتناقش مع بعض الشباب في الجيل الحالي عن سر ارتداء ملابس ممزقة أو ما يطلق عليها بالانجليزية اسم "ديرتي" يجيبك أغلبهم بأن هذه هي الموضة وأنه شاهد المطرب الفلاني يرتديها في آخر أغنية له أو الممثل العلاني ظهر بها في أحدث أفلامه في حين أنك إذا قمت بإجراء نفس النقاش مع بعض الشباب الأجنبي حول نفس المسألة تجد ردهم بأنهم يريدون كسر الحواجز المظهرية والابتعاد عن الحكم علي الشخص أو شخصيته من مظهره وأيضاً أن هذا المظهر وهذه الملابس تجعل الشخص يفكر ويحكم علي الجوهر.. ببساطة هذه هي مشكلة الجيل الحالي لا يفكر بعمق لتحديد هدفه والسبب مشكلة التعليم وغياب الثقافة والقدوة التي لا يراها الشباب حالياً في أغلب الأوقات.. ولا مفر من حل هذه المشكلة إلا بالتعليم وتحديثه وإحياء نقطة تقييم الأمور عند الأجيال الجديدة.
** تعرضت للصدمة منذ فترة عندما علمت بخبر وفاة ابني شقيقة أحد الأصدقاء دهساً تحت عجلات أتوبيس المدرسة الخاص بهما بعدما أوصلهما أمام منزلهما وحاولنا أن نعرف ملابسات الحادث لنكتشف إهمالاً لا حدود له من السائق والمشرفة علي الأتوبيس أدي إلي حدوث هذه الكارثة.. ومنذ يومين قرأت حادثة مروعة تتمثل في سقوط طفلة في فتحة وسط أتوبيس المدرسة ولقيت مصرعها في الحال دهساً تحت عجلاته.. مسلسل مستفز وصادم نتمني جميعاً أن نجد له حلاً والذي يتمثل في إشراف دقيق من وزارة التعليم وأولياء أمور الطلبة علي الحافلات المخصصة لنقل أولادهم إلي المدرسة ومحاربة الإهمال أولاً بأول. فما ذنب هؤلاء الأطفال الذين يدفعون حياتهم ثمناً للإهمال من بعض المدارس أو الشركات الخاصة التي تخصص أتوبيسات لنقل الأطفال للمدارس.
** من لحظة لأخري في الفترة السابقة تفاجئنا أخبار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء وبعدها مباشرة نقرأ خبر إجراءات حاسمة وعاجلة من البنك المركزي لتحديد عطاء دولاري جديد أملاً في ضبط الأسعار ولكننا نفاجأ بزيادة أخري في سعر الدولار ومشاكل تواجه المستوردين بسبب نقص الدولار وأيضاً مشاكل الدواء حيث أعلنت غرفة صناع الدواء عن اختفاء 1471 دواء منها 366 بدون بدائل.. والمشكلة في المواد الخام التي نستوردها بالدولار من أجل صناعة الأدوية في مصر.. وهنا يجب أن يتحقق أمران الأول أن نستورد أجود المواد الخام لإنتاج الدواء من عدة أماكن وشركات حتي نجد دائماً البديل عند حدوث أي متغيرات عالمية والثاني هو أن نقوم بتصنيع المادة الخام محلياً لكي نستغني عن الخارج.. في النهاية يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل ما نحتاجه من سلع أساسية وغير أساسية وأن تكون لدينا القدرة علي زيادة الإنتاج وتجويده لكي نستغني عن الاستيراد من الخارج وبذلك تنتهي أزمة الدولار.