لآن.. بعد أن نجح المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.. وأشاد الجميع بحسن وأداء التنظيم والإعداد له بشكل جيد.. وبعد أن تم التوقيع علي التعاقدات والاتفاقات مع الجهات المسئولة في مصر لاقامة بعض المشروعات أو المساهمة فيها.. ماذا علينا أن نفعل؟!
نريد خلال هذه السنة أن نسمع عن انجازات جديدة في مجال الكهرباء بحيث لا نعود مرة أخري الي الاظلام.. نريد أن نسمع عن حل أزمات البنزين والسولار والبوتاجاز بحيث لا يقف الناس صفوفا متراصة للبحث عن هذه المنتجات.
نريد أن يستقر سعر الدولار في مصر عند حجمه الطبيعي ولا تكون هناك سوق سوداء تعلو أسعارها كثيراً عن السعر الرسمي.. ونريد أن يتوفر هذا الدولار لاستيراد السلع الأساسية وليس الترفيهية.
نريد طفرة كبري في الاتصالات وتقدما رهيبا في هذا المجال.. بل نريد أن نبدع في انتاج تكنولوجيا المعلومات والهواتف وصناعة التليفون المحمول والكمبيوتر والآي باد وزيادة دخل مصر من تصدير البرامج للخارج.
نريد أن نسمع عن سكك حديد متطورة لا تخرج فيها القطارات عن القضبان. ونريد محطات لائقة بركاب هذه القطارات.. لا نريد أن نسمع بين يوم وآخر عن حوادث المزلقانات وأرقام الوفيات التي تقع نتيجة التصادمات التي تقع فيها.. نريد أن نسمع عن بدء العمل في القطار السريع الذي تم الاتفاق عليه مع الصين.
نريد أن نري مستشفيات مصر وقد خرجت من الانعاش لتصبح مكانا آمنا للمرضي ينالون فيه الرعاية الكاملة والدواء الناجع لأن مستشفياتنا حاليا لا تليق بالانسان كانسان.
نريد أن نري الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يضع حجر الأساس للعاصمة الجديدة التي تستوعب 5 ملايين مواطن ويبدأ العمل فيها فورا.. كما نريد أن نري مشروعات اسكانية تستوعب الشباب المحدود الدخل الذي لا مقدرة له علي المشاريع التي تعرضها وزارة الاسكان.
نريد قبل كل هذا وبعده أن نري تعليماً متميزاً في مصر يستوعب الأعداد الزائدة من التلاميذ والطلاب في مدارس متطورة لا يزيد عدد الطلاب في الفصل الواحد علي 40 تلميذا علي الأكثر.. نريد مناهج متطورة وأساليب دراسية جديدة.. نريد معلماً واعياً ومستوعباً قادراً علي احتواء التلاميذ.. ونريد أن ينتهي التعليم الموازي في المراكز الخاصة والدروس الخصوصية.
نريد أن نقضي علي الأمية في مصر وتنحسر هذه الظاهرة إلي أقل درجة ممكنة.. فالانتاج والتقدم في كل مرافق الحياة مرتبط بالتعليم.. فلا حياة لأمة جاهلة في ظل التطورات التي تتسابق دول العالم للحاق بها.
نريد أن نري جامعة زويل وقد انطلقت الي آفاق العلم الحديث.. نريد أن نراها مركز اشعاع يضيء ارجاء منطقة الشرق الأوسط بأبحاث علمية متطورة تنتج تكنولوجيا متطورة.
نريد أن نري فرصا عديدة لشبابنا العاطل عن العمل حتي لا يقع فريسة في أيدي المتطرفين الذين يستغلون بطالته في الانحراف بهم ضد مصلحة وطنهم.
لن يتحقق لنا كل ذلك إلا بالقضاء علي الروتين.. نريد أن تتغير العقليات المتخصصة في تعقيد الأمور.. مصر "عشعش" فيها الروتين الي اقصي مدي.. ولن ننجح الا بتغيير العقول المتحجرة التي تريد أن تبقي مصر محلك سر.
نجح مؤتمر شرم الشيخ بكل المقاييس.. وبقي أن تستثمر نتائجه بكل الجدية والعمل.. فالدول المتخلفة لا مكان لها في هذا العالم المتطور.