يدور المشهد في صالة من صالات كلية الفنون الجميلة حيث يقوم الطلاب والطالبات باعداد مشروعات نهاية العام وهي عبارة عن لوحات فنية.. تستعرض الكاميرا عدة نماذج للطلاب باشكال مختلفة في ملابسهم وتسريحات الشعر بل وفي افعالهم.. بعضهم يخلع ملابسه ويغازل زميلته بطريقة اقل ما توصف به انها وقحة.. ونري المعيدة مكشوفة الصدر مدخنة.. تطارد طالبا باسلوب جنسي صارخ.. ولكنه لايبالي بها.. وهو بدوره يبدي اهتمامه بزميلة له.. ونري السادة أعضاء هيئة التدريس اقرب الي الملاحيس فهم ينافسون الطلاب في التقاليع والاستخفاف.. المشهد استغرق اكثر من 7 دقائق وهو زمن طويل.. في المفهوم السينمائي.. ثم يتبع ذلك بحفل تخرج.. هو اقرب الي كباريه منه الي فعل جامعي..
نعم كلية الفنون لها طبيعة خاصة في اسلوب دراستهم وملابسهم.. حيث يقتضي الحال ان يمضي الطالب عدة ايام داخل الكلية في فترة اعداد المشروعات وقبل الامتحانات.
وطبيعي ان يتناول المشهد بعض النماذج من الطلاب الملتحين يعترضون علي كل شيء.. وكأنهم دخلوا كلية الفنون فجأة وفي غفلة من أنفسهم.
** نعم السينما تعتمد علي المبالغة في تصوير المواقف.. لكن ما قدمه هذا المشهد لا هو في صالح الفن الذي تقدمه كليات الفنون كعلم له قيمته ولولاه ما عرفنا تاريخنا الاسلامي والقبطي من زخارف ومعمار الكنيسة والجامع.
** ولا المشهد قدم لنا النماذج الشاذة.. فيتمسك الشباب اكثر بالصور الطبيعية التي لاتشذ لمجرد الشذوذ وان تكون مختلفة فقط وان كلفها ذلك الكثير.. لكن المشهد كان تركيزه علي الانحلال.. حتي اننا وجدنا طالبة في حفل التخرج.. التنكري تستدرج طالبا الي صالة من صالات الكلية وتمارس معه الجنس.. وكأن المشهد يقول لنا انها كليات دعارة وليست للفنون وهو ما يعطي المبرر لمحاربة الفنون عموما.. وكلياتها اذا كانت علي هذا النحو.. لذلك لجأ مخرج الفيلم ومنتجه الي وجوه جديدة تريد ان تظهر بأي شكل ومستعدة للتنازل والنتيجة فيلم ساقط وفاشل.. فلا هذه هي السينما.. ولا هذه هي كليات الفنون.. لكنها تخاريف رخيصة بكل المقاييس لقد تعمدت تجاهل اسم الفيلم وفريق عمله.. لان المسألة اكبر من الاشخاص الذين يجدون في الهجوم عليهم انتشارا يريدونه وشهرة مجانية يحصلون عليها.. وتماحيك باسم الابداع والحرية..
والفنان الحقيقي هو القادر علي ان يقول كل شئ.. بأرقي الاساليب.. ويقدم في الشر كي اقترب اكثر من الخير ويرصد لي القبح لكي اتمسك بالجمال.. ويكشف لي مواطن الضعف لكي يدلني علي القوة.
.. لكن هذه النوعية من الافلام لا هدف لها الا نشر السفالة واشاعة الفاحشة.. والاساءة الي الفن وأهله!