المساء
مؤمن الهباء
شهادة - قناة البحر الميت!!
لا أدري سر هذا التعتيم الإعلامي الشامل والمتواطئ علي مشروع قناة البحر الميت الذي وصف بأنه مؤامرة.. وبأنه زلزال إسرائيلي.. ثم صمت الجميع بعد توقيع الاتفاق الإسرائيلي الأردني الفلسطيني علي البدء في إنشائه دون أن تقدم لنا المعلومات الكافية والمقنعة لتبديد مخاوفنا.. وهذه المخاوف لم تأت لنا من الفضاء الخارجي.. ولم تأت من الأحلام والكوابيس.. وإنما جاءت من المعلومات الموثقة التي نشرت من قبل عن مخاطر هذا المشروع - المؤامرة - علي مصر وفلسطين والعرب جميعاً.
وما يثير الشكوك أكثر وأكثر في المشروع - المؤامرة - أن التوقيع الثلاثي علي إنشائه جاء وسط الأحداث المضطربة التي تمر بها البلدان العربية.. وبالذات مصر.. وفي وقت يتبجح فيه نتنياهو بالتهرب من تعهدات إسرائيل بالحل السلمي - حل الدولتين - ويضع أبومازن في مأزق حرج أمام شعبه.. فلا هو قادر علي الوقوف في وجه الآلة الصهيونية.. ولا هو قادر علي أي بديل آخر.. وصار الرجل لا يملك غير الكلام والتهديد الأجوف الذي لا يهز شعرة في رأس نتنياهو وحكومته.
ومن الغريب أنه وسط هذا التهديد الأجوف نفاجأ بأن سلطة أبومازن تشارك في توقيع اتفاق قناة البحر الميت بالتعاون مع إسرائيل والأردن لكي يعطي نتنياهو ورقة رابحة لصالحه في الانتخابات البرلمانية التي يخوضها.
ولا تعرف - حقيقة - هل عرض أبومازن والملك عبدالله عاهل الأردن علي مصر هذا المشروع قبل أن يوقعا عليه مع إسرائيل.. وهل اقتنعت مصر بالمبررات التي ساقاها حتي نطمئن إلي أن المشروع لم يعد له ضرر علينا.
وقد كان واجباً أن نعرف بكل وضوح وشفافية ما يدور بين القيادات العليا في اللقاءات الرسمية.. ماذا تقول مصر وماذا يقول هؤلاء الأشقاء.. فالأمر جد خطير.. وما قيل قبل ذلك عن المشروع مثير ومريب.. ويستحق أن نتوقف أمامه.. وننشغل به.. لأنه - ببساطة - يتعلق بأمننا القومي والاقتصادي وبمكانتنا في المنطقة.
ما قيل سابقاً أن مشروع قناة البحر الميت يأتي ضمن المشاريع التي تخطط لها إسرائيل لتحقيق استراتيجيتها في خلق شرق أوسط جديد.. لينتقل مركز الثقل الرئيسي في المنطقة إليها.. أما الدول العربية أيا كان وزنها فستصبح هامشية في هذا التكوين الجديد.. وتقوم فكرة المشروع الأمريكي - الإسرائيلي علي نقل مراكز النفوذ الاقتصادية من الدول العربية إلي إسرائيل.. وأن المميزات الاقتصادية النسبية التي تتمتع بها الدول العربية سوف تقل أهميتها باكتمال مراحل هذا المشروع الجديد.
وطبقاً للدراسة القيمة التي نشرتها مجلة "الأهرام العربي" في عددها الأخير فإن فكرة إنشاء قناة بديلة لقناة السويس قد تطورت في العقل الصهيوني علي يد تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية.. وظل هذا المشروع يظهر ويختفي أمام الرفض العربي الكاسح.. وكانت أول مرة يعلن فيها رسمياً عن فكرة تنفيذ مشروع البحرين "الأحمر - الميت" بهدف توليد الطاقة في القمة العالمية للتنمية المستدامة بجنوب افريقيا عام ..2002 كما قوبل المشروع برد فعل عربي غاضب ورافض للفكرة من أساسها خلال قمة الأرض في جوهانسبرج عندما تقدمت به الأردن رسمياً خلال المؤتمر.. وصدر قرار يطالب جميع الدول والوكالات المتخصصة والمنظمات بعدم تقديم العون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لهذا المشروع الصهيوني.
وتقول الدراسة إنه تم التكتم علي الموضوع حتي تم الاتفاق الثلاثي الموقع بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية والذي جاء فجأة ودون سابق إنذار.. وهو ما يكشف أننا أمام مخطط متكامل تقوم به إسرائيل وليس مجرد مشروع هنا أو هناك.
والسؤال الآن: ماذا حدث؟!.. وكيف حدث؟!.. ولماذا نسكت؟!
فقط.. نريد أن نعرف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف