عصام العبيدى
إشراقات -«نكتة».. إصلاح التعليم!
< ذهب وزير التعليم إلى مؤتمر لـ«إصلاح» التعليم فى مصر!
< فاستمع للخبراء.. الذين تحدثوا قبله.. وحددوا المشكلة فى أضلاع ثلاثة: المعلم.. والمدرسة.. والمناهج!
<< فصعد الوزير للمنصة.. وفاجأ الحاضرين قائلاً:
- انتم تعرفون طبعا ان والدى.. كان أيضاً وزيراً للتربية والتعليم..تخيلوا أننى عندما كنت صغيراً.. كنت آتى الى نفس هذه القاعة.. مع والدى الوزير.. وكنت أستمع من والدى وخبرائه..لنفس كلامكم هذا بالنص.. ومع ذلك ظل حال التعليم.. كل هذه السنوات دون أى إصلاح!
< الجدير بالذكر.. ان هذا الوزير أيضاً.. غادر منصبه دون حدوث الاصلاح المنشود..وها نحن فى انتظار الحفيد..لإصلاح أحوال التعليم فى مصر!!
< هذا الذى أكتبه.. حقيقة حدثت على أرض مصر.. وليس مجرد نكتة أو طرفة.. فبعد أكثر من خمسين سنة.. شب الغلام الصغير.. وكبر حتى اصبح الطفل الصغير.. «نجل» وزير التعليم.. هو الآخر وزير تعليم.. تغيير كبير فى حياة الوزير النجل.. لم يواكبه أى تغيير يذكر فى حال التعليم فى مصر.. فمازلنا نتحدث عن هذه المشكلة الأزلية.. وكأنها بلا حل.. رغم ادراك الجميع ان التعليم.. هو بوابة التقدم والتطور.. ولم يستطع بلد فى العالم ان يعبر.. لدنيا النهضة.. إلا عبر هذا الباب السحرى.. ولعل تجربتى اليابان وماليزيا.. تؤكدان هذا المعنى..
< ودائماً نضرب المثل بهاتين الدولتين.. لأنها تعكسان نوعاً من الريادة في النهضة.. لكن الفارق بيننا وبينهم.. انهم فكروا ونفذوا.. بينما نحن مازلنا نفكر.. ونفكر.. حتى تعب منا التفكير وأعيانا.. دون ان نتقدم خطوة واحدة!!
< أكثر من خمسين عاما.. ونحن نفكر فى إصلاح أحوال التعليم فى بلادنا.. كانت كفيلة بأن تنقل الطفل الصغير.. نجل الوزير.. من مرحلة الطفولة.. إلى مرحلة الكهولة.. لكنها أبدا لم تكن كافية لإصلاح أحول التعليم فى مصر.. الذى لم يتقدم خطوة واحدة فى طريق الإصلاح.. بل ازداد الأمر سوءاً على سوء!!
< فقد وصل حال المعلم.. لحالة يرثى لها من الفقر والعوز.. دفعاه لـ«مص» دماء تلامذته وأولياء أمورهم!!
< أما المدرسة.. والتى وصلت كثافة الفصول فيها..لأكثر من 140 تلميذاً فقد أصبحت خاوية على عروشها.. بعد أن هجرها طلابها.. وفروا لمراكز الدروس الخصوصية.. لدرجة ان الطالبة الحاصلة على المركز الثانى.. فى أوائل شهادة الثانوية العامة.. قالت بكل صراحة ووضوح.. أنا لم أذهب للمدرسة طوال هذا العام.. إلا ستة ايام فقط لأغير.. وهو تصريح والله كاف لإقالة وزارة بأكملها!!
< أما عن المناهج.. فحدث وﻻ حرج.. يكفى أنها تدعو للحفظ.. وتجرم الفهم.. وتزيف التاريخ.. ولعل واقعة شطب اسم البرادعى.. من بين الفائزين بجائزة نوبل.. خير دليل على عبثية المناهج!!
< لكل ذلك قلت إننا فى انتظار وصول «حفيد» وزير التربية والتعليم..الذى قصدناه فى بداية مقالى.. بعد أن فشل وزير.. ونجله عن تطويره.. طوال أكثر من خمسين عاما مضت!!