الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش- الصفعة لمن؟
تسارعت الجهود الدبلوماسية الدولية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. وتزامنت خطوات روسيا الحثيثة مع تغيير جذرى فى الموقف الأمريكى تجاه الأزمة.أكد هذا لقاء «كيرى» فى موسكو بكل من «لافروف»، «بوتين» الخميس الماضى والذى تمخض عنه خطاب سياسى أمريكى جديد يتحدث عن حق الشعب السورى فى اختيار حاكمه وبالتالى غاب عنه ما سبق لأمريكا المطالبة به من ضرورة رحيل النظام. الأمر الذى وجه صفعة للمعارضة السورية المسلحة التى ما فتئت تتحدث عن ضرورة رحيل الرئيس بشار.
لقد نجحت روسيا فى اقناع أمريكا بأن الأولوية يجب أن تمنح لمحاربة الارهاب الذى بات يهدد الغرب ساعدها على ذلك تفجيرات بروكسل فى 22 مارس الجارى والتى أودت بحياة أكثر من 31 مواطنا وجرح الكثيرين، وقبلها تفجيرات باريس فى نوفمبر الماضى التى راح ضحيتها 130 قتيلا. وهى الأحداث التى رسخت واقعا مفاده أن الارهاب هو الشر والخطر الداهم الذى طال الجميع وبالتالى لن تكون هناك دولة بمنأى عنه. ومن ثم لا بد من أن تشحذ الجهود ويتم تبنى استراتيجية دولية لمواجهته بوصفه يمثل اليوم العنصر الضاغط على أمريكا والغرب لتسريع الحلول السياسية فى سوريا واليمن منعا لتجذر المنظمات الارهابية. وهو ما يتطلب فى البداية وقف الدعم المقدم له من الغرب ودول أخرى فى المنطقة كتركيا ودول خليجية
نجحت روسيا بإقناع أمريكا برؤيتها التى تركز على ضرورة مواجهة الارهاب الذى بات يهدد الغرب. ومن ثم ظهرت تفاهمات تطال المرحلة المقبلة فى سوريا وتتركز تحديدا حول تصور ينطلق من التسليم ببقاء الرئيس بشار وسحب المقترحات السابقة التى كانت تطالب برحيله.الطرح الجديد الذى حمله «كيرى» لمناقشته وفقا لمصادر دبلوماسية أمريكية يرتكز على تقاسم السلطة بين الرئيس بشار ورئيس الحكومة الموحدة فى مرحلة ما قبل الدستور الجديد. النموذج الجديد الذى سيتم الأخذ به يشبه النموذج الفرنسى، حيث يتولى رئيس الجمهورية السياسات الدفاعية والخارجية، بينما تضطلع الحكومة بالشئون الداخلية بحيث يمثل رئيس الحكومة الضمان للتوازن بين الرئيس ومعارضيه. وهو الطرح الذى استبعد التدخل فى مصير الرئاسة السورية، حيث إنها شأن يخص الشعب السورى وحده.
لقد تأكد اليوم للجميع أن الارهاب هو الخطر الداهم الذى يجب مجابهته. ولهذا آن الأوان لوقف دعم فصائل ارهابية سورية بالسلاح والمال ولوجستيا بدعوى أنها معارضة معتدلة، فلا يمكن لأى دولة فى العالم أن تقبل بأن يكون على أراضيها فصائل مسلحة وتتعامل معها من منطلق كونها معارضة معتدلة!!. آن الأوان لبعض الدول العربية أن تفيق وتدرك أن ما يحدث فى المنطقة من صراعات وانقسامات إنما يصب فى مصلحة الكيان الصهيونى، ولهذا من العار أن تتم التعبئة والحشد ضد سوريا والعراق واليمن وأن تظهر إسرائيل فى المشهد بوصفها المستفيد الوحيد لترسخ هويتها كدولة يهودية واستيطانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف