>> أخذت مباراة مصر ونيجيريا في كادونا الاهتمام المتأخر.. وبغض النظر عن نتيجتها التي لا أعلمها قبل كتابة هذه السطور.. إلا أن المواقع الحاسمة مثل تلك بين فريقين كبيرين لا تنتهي إلا بعد الجولة الثانية.
والغريب.. أن الاتحاد الأفريقي »المُتعب» جعل أربعة أيام فقط بين اللقائين، وكأنه يضع اختباراً من نوع حديد لمن يريد أن يقول »أنا هنا».
أي منطق.. هذا الذي يعمل به الكاف حتي يضع كل المنتخبات في مأزق مرعب.. مأزق مكلف أيضاً يدفع الدولة المصرية لأن تنفق أكثر بطائرة خاصة، وأغلب الظن أن المنتخب النيجيري إذا لم يأت إلي القاهرة.. أو إلي الإسكندرية عبر طائرة خاصة، فإنه قد لا يصل إلا بعد الموعد المحدد للمباراة.. إذا لم تكن هناك خطوط مباشرة.
علي كل الأحوال.. سيحدد مجموع نتيجتي مباراتي مصر ونيجيريا الملامح الرئيسية لمسيرة أحفاد الفراعنة في المرحلة القادمة.. ليس علي صعيد تصفيات بطولة الأمم الأفريقية فقط.. وإنما أيضاً علي صعيد كأس العالم الذي أصبح حلماً.. ويخشي أن يتحول إلي كابوس.
>> مرة أخري.. وثانية وثالثة وعاشرة.. لم يأخذ منتخب مصر حقه من الإعداد اللائق بمشوار تحدٍ أفريقي دولي.. فهو لم يلعب مباريات تجريبية تسمح للجهاز الفني أن »يولف» بين مجموعة اللاعبين الذين تم اختيارهم.. الأمر الذي جعل من مباراتي نيجيريا اختباراً مزدوجاً للجهاز الفني والفريق ككل.. وهذه مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معني.
وإذا كان الأمر كذلك.. فإن المسئولية أصبحت ملقاة بشكل أكبر علي اللاعبين وجهازهم أن يضاعفوا من جهودهم ليحرزوا تقدماً فنياً عن فترة زمن أقصر مما كان ينبغي أن تتاح أمامهم ليصلوا إلي »النضج الكافي» الذي يبلور شكل ومضمون منتخب مصر.
العملية تحتاج إلي تقييم.. قبل إطلاق الأحكام.
>> كان الله في عون الأرجنتيني كوبر.. الذي كان يتطلع لأن يذيع صيته عبر القارة الأفريقية من القاهرة.. وهو في الواقع يحاول.. ومازال يحاول.. وفي أحيان كثيرة »ييجي علي نفسه».. ويضطر لأن »يطنش» علي »بلاوي» عديدة، ولكنه غالباً لا يتمتع »بفهلوة» بعض المصريين، فإنه في أوقات كثيرة يبعد عن الأضواء ليتركها لآخرين أخذوا مقاعد في الجبلاية لأجل »البروباجندا» ولا يخفي علي أحد.. كيف أن المنتخب أصبح بوابة لإحراز تقدمفي الانتخابات القادمة التي هي في الأصل هدفاً.. قد يتضاعف حجمه أمام مصلحة المنتخب الوطني.
>> غياب أكثر من لاعب عن قائمة المنتخب الأولي في هذه الفترة جاء في محله تماماً.. وبطبيعة الحال ذهبت المهام إلي باسم مرسي لأنه كان هدافاً للدوري لومنتخب مصر في الموسم الماضي، وإذا به يضل الطريق إلي المرمي، لدرجة أنه لم يحرز إلا هدفين فقط في دوري الموسم الحالي.. وخرج من القائمة التي تخوض مباراتي نيجيريا.
مطلوب من باسم أن يعيد حساباته أكثر، وأن يجتهد، وأن يظل يحاول.. ويحاول، حتي يعود هدفاً لفريقاً ولمنتخب بلاده.
>> الدوري المحلي.. أفرز مجموعة ممتازة من اللاعبين كأفراد.. ولكنه لم يرسم صورة حقيقية لأداء جماعي يمكن الإشادة به.. لا بين الفرق.. ولا المنتخب حتي الآن.