الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- المطاعم.. والأحياء السورية في مصر
أعشق الشعب السوري، أعانه الله علي بلاويه، وأعشق فيه عشقه للعمل.. واحترامه أن يأكل من عرق جبينه.. منذ جاءت موجات سابقة من السوريين، وكنا نطلق عليهم «الشوام»! ويا سلام علي الشام وأهل الشام.. وطعام وحلوي الشوام.. ويا سعده ويا هناه المصري لو تزوج سورية!!
ولا ننسي الجيل الأول من الشوام الذين جاءوا مصر وعاشوا فيها من أيام محمد علي باشا.. طلباً للرزق والنعيم، وبالذات عندما كانت مصر تنعم بحرية أكبر تحت حكم الخديو اسماعيل ـ مثلاً ـ مقارنة بالبطش التركي العثمانلي أي لينعموا ـ ويعملوا ـ بجو الحرية الذي أشاعه المصلح الكبير الخديو اسماعيل وفتح لهم فرص العمل.. في كل المجالات..
<< ثم لا ننسي الموجة الثانية من الهجرة الشامية «والشام كان يضم وقتها سوريا ولبنان معاً أيام الخديو عباس حلمي الثاني.. بينما كان الشوام يعانون من بطش الجنرال جمال باشا، أو الجزار الأشهر جمال باشا.. فجاء العديد من الشوام ليعيشوا في مصر.. وهم بلا جدال أصحاب النشأة الأولي من الصحافة المصرية الأولي: الأهرام ودار الهلال. ودار المعارف. وروز اليوسف. المقطم. والقطايف وغيرها. ولم يفرق المصري بين المصري «الأصلي» والشامي.. الوافد. إذ إن علاقات الشعبين تمتد لآلاف السنين قبل تحتمس الثالث.. وقبل سيتي الأول ورمسيس الثاني.. فقد كانت سوريا ومصر تحت حكم واحد.
<< إلي أن أصابت السوريين الكارثة الحالية.. وتم تدمير ليس فقط المباني وإنما أيضاً البنية الأساسية في كل المدن السورية بلا استثناء.
<< وفي مصر وجد ـ ويجد ـ الشوام كل ترحاب وترحيب.. واستقبال.. ليس فقط لماضيهم المشرف في مصر ومنذ عشرات السنين وآلافها ويكفي أن بالأزهر الشريف «رواق الشوام».. ووسط العائلات المصرية نجد عائلات شامية أي تنتهي أصولها إلي الشام.. وإن كان أقل منهم من يحمل أصولاً: تركية. وعراقية. ومغربية وتونسية.. وارجعوا إلي «أصول الأسماء المصرية.. والعربية في مصر» وهي من بعض مؤلفاتي وكتبي!!
ولكن هناك أسباباً أخري لترحيب المصريين بأشقائهم السوريين.. في مقدمتها أنهم شعب يعمل.. ونادراً ما نجد منهم من يمد يده ويتسول.. يعني زي الدمايطة «وقد كانت تجارة دمياط في عزها تتم مع الشوام أيام مجد ميناء دمياط القديم.. والسفن الشراعية..
<< والعمل داخل الوجدان السوري يجري في دم السوري. حتي الأطفال وكل الصبية، أيضاً مثل الدمايطة.. فالكل يعمل.. ليأكل من عرق جبينه.
وصاحب الوجود السوري في مصر.. انتشار المطاعم السورية بكل ما تقدمه من وجبات غذائية أصبح المصري يعشقها.. ويجري وراءها.. ويسعي اليها ربما لأنها أفضل من كثير من الوجبات المصرية، من باب التجديد.
<< وكل أفراد الأسرة السورية يعملون.. الرجال في المصانع. الشباب في المطاعم.. السيدات يصنعن الحلويات الشامية ويتولين بأنفسهن بيعها للمصريين حتي في الشوارع.. والأطفال أيضاً يعملون.. ولو «دليفري» المهم أن يأتي كل فرد في الأسرة بعائد يساهم به في نفقات الأسرة..
<< أهلاً: أشقاءنا.. أخوتنا.. نقسمها معكم.. لقمة العيش ـ نحن كل المصريين.. وكل السوريين.. فكم أعشق الشعب العامل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف