الأهرام
هانى عمارة
الخطر الروسى لا يقل عن الأمريكى
الخطر الروسى لا يقل عن الأمريكي، كلاهما يبحث عن مصالحه فى المنطقة العربية، إلى جانب حماية وضمان أمن إسرائيل، تذكروا جيدا أن روسيا قبل أن تتدخل بثقلها عسكريا فى سوريا حصلت على الضوء الأخضر من الكيان الصهيونى وتم ذلك عبر لقاء مباشر بين بوتين ونيتانياهو فى موسكو، معنى ذلك أننا يجب على الإطلاق ألا ننخدع بأن روسيا عادت إلى التقارب مع العرب حبا فيهم او مواجهة النفوذ الأمريكى والغربى الذى استحوذ على المنطقة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ولكنها عودة لاقتسام الغنائم وتحديد الأدوار ودوائر النفوذ .

فى اعتقادى الذى يرقى إلى مستوى اليقين ان التقارب الروسى - الأمريكى الذى حدث أخيرا والذى وصل إلى ما يشبه التوافق فى العديد من الملفات سوف تدفع ثمنه الشعوب العربية غاليا وباهظا، واجتهادى أنهم وصلوا إلى تفاهمات من الآن على إعادة الهدوء المصطنع والاستقرار الهش إلى المناطق الملتهبة فى سوريا ولبنان واليمن وليبيا وغيرها فى صيغة خبيثة قد تفجر الأوضاع مرة أخرى فى أى وقت.

أظن أنهما يبحثان من الآن كيف يقتسمان المكاسب و فتح الطريق أمام تدفق الشركات الأمريكية والروسية إلى المنطقة لإعادة إعمار ما دمرته الحروب والصراعات، فضلا عن بيع الأسلحة، وتصبح أسواق دول المنطقة مفتوحة أمام منتجات البلدين، وهذا يفرض علينا جميعا حكاما و شعوبا اليقظة الشديدة حتى لا ندخل مرة أخرى تحت مظلة الهيمنة و الاحتلال الناعم دون أن ندرى.

فاصل قصير: أشعر بأن هناك طبخة مسمومة يجرى إعدادها لتفجير الأوضاع فى ليبيا بأيدى مبعوث الأمم المتحدة تمهيدا للتدخل الدولي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف