محمد السيد عيد
حل مشاكل مصر الاقتصادية رؤية شعبية وكلام متخصص الفيس بوك، هو تعبير عما يشغل بال أبناء الوطن
يلفت نظري اهتمام مستخدمي الفيسبوك بمشاكل مصر الاقتصادية، وقد لاحظت في الفترة الأخيرة انتشار بعض الصور والكتابات ذات الدلالة، منها علي سبيل المثال : صورة لشارع تسير فيه سيارة تاكسي نصر، وأتوبيس ماركة نصر، ولوري من نفس الماركة، وتحت الصورة تعليق يقول : التاكسي نصر، والأتوبيس نصر، واللوري نصر، كلهم صناعة مصرية.
وأكثر انتشاراً من هذه الصورة بوست ( نص ) يستحق أن أذكره كاملاً، يقول :
« الدولار كان ب 80 قرش لما كنا بنشرب اللبن وناكل زبادي مصر للألبان، ولما كنا بنشتري البلاستيك من شركة البلاستيك المصرية، ولما كنا بنشتري السيراميك والأطباق من الشركة المصرية للخزف والصيني (شيني)، ولما كنا بنشتري البسكويت والشيكولاتة من بسكو مصر، ولما كنا بنشتري الفضية من سيجال، ولما كنا بنشتري العربية من النصر للسيارات، ولما كنا بنشتري هدومنا من ملابس الأهرام، ولما كنا بنشتري الملابس الداخلية من جيل، ولما كنا بنشتري الأجهزة من النصر للتلفزيونات، ولما كنا بنشتري الجزم من باتا، ولما كنا بنركب مصر للطيران، ولما كنا مخلصين في الشغل، ولما كنا أمناء علي الوطن، ولما كنا مؤدبين، باختصار لما كنا بني آدمين «
وهذا كلام يتضمن معاني مهمة :
1- المناداة بالرجوع للصناعات المصرية، باعتبارها طوق النجاة لاقتصادنا، والسبيل لرفع قيمة الجنيه أمام العملات الأخري، وأذكر أنه كانت هناك أغنية يغنيها المطرب الشعبي محمد طه، أيام جمال عبد الناصر، تمجد الصناعة الوطنية وتقول ضمن كلماتها « عبد الحكيم عامر يقول لجمال ماالبسش صوف أجنبي وارضي بخيش بلدي «، لكننا مع الانفتاح والخصخصة نسينا صناعاتنا الوطنية وأصبحنا عبيداً للاستيراد.
2- تمجيد قيمة العمل.
3- إبراز دور القطاع العام في الاقتصاد المصري قبل الانفتاح، لأن كل الشركات المذكورة كانت قطاعاً عاماً، وبصراحة أنا من أنصار تجاور القطاعين العام والخاص، من أجل زيادة الإنتاج، لأن ماحدث أثناء الخصخصة كان إلغاءً للقطاع العام لحساب القطاع الخاص، أي أن الطاقة الإنتاجية بقيت ثابتة، وكل ماحدث هو تغيير المالك ( الحكومة ) بمالك آخر هو القطاع الخاص.
4- ومن أهم النقاط في هذا الكلام فكرة الأخلاق، فالإخلاص في الشغل، والأمانة في الحفاظ علي الوطن، والسلوك الراقي ( الأدب )، كل هذه عوامل أخلاقية، ومن المؤكد أن التقدم لايمكن أن يتم دون أخلاق رفيعة تساعد علي تحقيقه.
إن الصورة الأولي، وهذا الكلام في نظري ليس مجرد تنفيس عن مشاعر وطنية، بل هو رؤية اقتصادية شعبية تستحق التقدير.
وفي نص آخر قرأت كلاماً متخصصاً رفيع المستوي، يقول : « إليكم روشتة العلاج باختصار : تعلن الحكومة اقتصاد الحرب. يعاد النظر في مشروع موازنة 2017/2016 بناءً علي ذلك. تتخذ إجراءات لتخفيض الواردات في ضوء عضويتنا في منظمة التجارة العالمية. يعاد النظر في نظام الصرف بربط الجنيه المصري بسلة عملات بدلاً من ربطه بالدولار الأمريكي وحده طبقاً لنظام الصرف الحالي. توضع تدابير فعالة لمكافحة الاحتكار الذي يعشش في قطاعات متعددة. يعاد النظر في المشروعات القومية في ضوء الطاقة الاستيعابية للاقتصاد، ويصرف النظر عن مشروع العاصمة الجديدة. ومالم نتحرك في هذا الاتجاه بسرعة فقد يكون الاستقرار الاجتماعي والسياسي علي المحك «.
وقد تبينت أن هذا الكلام جزء من مقال للدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق، وهو من هو في علم الاقتصاد. وأري أن كلامه يمثل محاولة جادة للبحث عن مخرج من وضعنا الاقتصادي الصعب.
إنني أقدم هذه الآراء لصانعي القرار ليستضيئوا بها، وأرجو ألا نتعالي علي ماينشر في الفيس بوك، فهو تعبير عما يشغل بال أبناء الوطن.