الجمهورية
السيد البابلى
رأي - دموع "محلب".. ونصيحة "زويل"

بكي المهندس ابراهيم محلب في نهاية جلسات المؤتمر الاقتصادي وأبكانا معه.
فدموع المهندس محلب الصادقة التي ترجمت انفعالات عاطفية زائدة داخله أخرجت كل مخزون الألم والإحباط الذي لازمنا في الفترات الماضية وعبرت عن احساس "بيعني ايه وطن.. ويعني ايه مصر".
ومحلب الذي قدم الشكر للأشقاء العرب الذين بفضلهم نجح المؤتمر الاقتصادي كما قال كان يعبر بذلك عن مشاعر كل المصريين لن ينسوا هذه الوقفة الأخوية من الأشقاء في الأوقات الصعبة.
ولن يكون في مقدور محلب أن يخلد إلي الراحة أيضا بعد انتهاء المؤتمر. إذ ان الاستعدادات قد بدأت بالفعل للقمة العربية في نهاية هذا الشهر بشرم الشيخ أيضا. ولكنه أصبح أكثر اطمئنانا وثقة في ان مصر قد بدأت عبورا جديدا في وقت كان فيه البعض يعتقد أننا علي وشك الانهيار.
ويستحق محلب ورفاقه في الحكومة أن نشكرهم علي الجهد والأداء وبعث الروح الجديدة.
***
والدكتور أحمد زويل عضو المجلس الاستشاري لرئاسة الجمهورية طالب وسائل الإعلام بتسليط الضوء علي ايجابيات الدولة قائلا "الشعب تعب من المشاكل".
وهي نصيحة هدفها نبيل ولكنها غريبة بعض الشيء. فالإعلام ليس هو من يصنع المشاكل وليس من وظائف الإعلام إخفاء السلبيات والحقائق.
وصحيح ان بعض وسائل الإعلام لا تركز إلا علي السلبيات والمشاكل. ولكن ذلك يأتي في إطار البحث عن حلول لها ومساعدة الدولة في ذلك. وليس من منطلق الهدم والتشويه.
فالإعلام كله وقف مع المؤتمر الاقتصادي لأنه أمل مصر ومستقبلها. وأشاد الإعلام بكل ما تم خلال هذا المؤتمر من انجازات.. ولكن هل يستطيع أن يتغافل عن تناول أزمات موجودة مثل اختفاء السولار أو ارتفاع أسعار المواد الغذائية!!
نحن دولة بها الإيجابيات ولكن بها أيضا السلبيات. والإعلام الجيد هو الذي يعالج كل الجوانب بموضوعية وأمانة. أما نظرية التركيز علي الجوانب الإيجابية فقط بدعوي ان الناس تعبت من المشاكل. فهي تدفع في اتجاه إعلام يشجع علي الفساد والتباطؤ في تنفيذ الأعمال والمسئوليات ولن يخدم مسيرة الدولة لأنه يطمئن كل من لا يعمل ولا يقدم أداء جيدا بأن أحدا لن يتحدث عنه ولن يوجه له نقدا حتي لا نظهر السلبيات!
والدكتور زويل عالم فوق رءوسنا جميعا. فقد رفع اسم ومكانة مصر. ولكنه في نصائحه الإعلامية لم يكن عالما!
***
أما هشام رامز محافظ البنك المركزي فقد أطلق تهديدا قويا ضد أصحاب الملايين من الدولارات في المنازل حيث طالبهم أن يستثمروها لعدم الوقوع تحت طائلة.. من أين لك هذا؟
وهو تحذير غير مفهوم "اقتصاديا وبنكيا".. لأن أصحاب هذه الملايين من الدولارات لو توجهوا إلي البنوك لإيداع دولاراتهم فإن البنوك لن تقبل هذه الملايين إلا إذا أثبتوا مصدر حصولهم عليها!
ولأن إثبات حصول أصحاب ملايين الدولارات عليها بطريقة "قانونية" سيكون صعبا. ان لم يكن مستحيلا فإنهم بالطبع لن يتوجهوا بها إلي البنوك وستظل في المنازل في انتظار الفرصة لتهريبها أو للاستفادة منها بشكل اخر ولهم في ذلك حيل وآلاعيب.
ومادام الأمر كذلك فإنها لن تستثمر كما يطالب هشام رامز تخرج من تحت "البلاطة". ولابد من البحث عن طرق أخري لتشجيع أصحابها علي إخراج هذه الأموال في أمان. فالمهم أن تخرج!
***
وفي الشرقية.. تم اختطاف صيدلي. وطلب الخاطفون فدية قدرها خمسة ملايين جنيه.. وظل مختطفا طوال أسبوع إلي أن قامت أسرته بدفه الفدية وعاد سالما!
وهناك حوادث مشابهة وكثيرة من هذا النوع مازالت تجري في الشرقية وفي غيرها من محافظات مصر.. وهي قضية بالغة الخطورة تستدعي جهدا واهتماما أمنيا غير عادي. وأن تكون هناك ملاحقات ومتابعات أمنية علي كل المستويات لضبط واحضار الجناة الذين يجب أن ينالوا أشد العقوبات.
وهو ما يدفعنا إلي إعادة الحديث عن أمن وأمان المجتمع.
فنحن نقف مؤيدين ومساندين لرجال الداخلية والجيش في جهودهم لتحقيق الاستقرار وحماية المجتمع ونقدر حجم تضحياتهم المستمرة في سبيل الوطن. ولكننا نأمل أن تكون هناك خطط أمنية متطورة لتأمين الشوارع والطرقات والمنازل والممتلكات علي مدار الساعة. فالإرهاب وتفجير القنابل لن يخيفنا ولن يعيق استثمارا.. وإنما يخيفنا وجود بلطجي في الشارع يطمئن إلي أن أحدا لن يردعه وهو يقوم بإرهاب الناس دون أن يجد من يردعه!
***
مضت عدة أيام لم نسمع فيها شيئا عن محافظ الإسكندرية أو السيدة الأولي حرمه. وقد يكون المؤتمر الاقتصادي طاغيا علي أخباره. أو قد تكون هناك تعليمات قد صدرت إليه بالالتزام أو أن تكون قد تمت إقالته وتم تأجيل القرار إلي حين!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف