بعد النجاح الكبير. الذي حققه "مؤتمر شرم الشيخ".. هل يمكن أن نعتبر "المؤتمر".. وما حققه من نجاحات:
استفتاءً شعبياً مصرياً؟!..
واستفتاءً دولياً؟!..
علي الأوضاع في مصر.. وعلي الإدارة المصرية. وسياساتها.. وممارساتها..
.. وأن نعتبره. في نفس الوقت:
هزيمة ساحقة. للإرهاب. والإرهابيين؟!..
ورفضاً كاملاً.. "للجماعة الإجرامية".. وفلولها.. وعملائها.. ولكل من يمولهم.. ويسلحهم.. ويساندهم؟!!
أم أن المسألة.. مازالت في حاجة إلي "أدلة ثبوت".. وفي حاجة أكثر. إلي المزيد من عمليات القتل والتخريب والتدمير لهدم مصر. ووقف مسيرتها إلي الأمام؟!!
ولتأكيد. "وهم".. تروِّجه "الجماعة المجنونة".. بأنهم مازالوا موجودين علي الساحة.. ومازال لهم عملاء وأتباع.. وأن ما يحملونه من أدوات. وأموال "محرمة".. قادرة علي مواجهة. إرادة شعب كامل. هو شعب مصر.. وقادرة علي إقناع الدول والحكومات والمؤسسات الدولية والإقليمية..
إنهم.. هم وليس غيرهم.. الماسكون. بمفاتيح. العمل. والفعل.. والتحرك علي أرض الواقع المصري.
وأن المزيد من العنف.. والمزيد من الفتنة.. والمزيد من الفوضي.. سرعان ما يصل بهم.. ويصل بمن يوظفونهم.. إلي تحقيق ما يتطلعون إليه.
* * * * *
إن هذا "النفر" العميل..
وهذه العصابات. الشاردة..
وهؤلاء "الخونة" للوطن. وللإنسانية..
هؤلاء الكَفَرَة بالدين. وأصوله.. والمتمسكون "بنواهي الإسلام ومحرماته". لا يساورني شك.. ورغم ما يدعون. من تشبث. وتعصب.. أنهم أصبحوا علي يقين كامل..:
بأن "اللعبة".. انتهت..
وأن الهزيمة قد حلَّت بهم.. وبمن يوظفهم.. وبمن يغدق عليهم بالمال والسلاح.
وأن المسألة.. ليست أكثر من "مناكفة". أو أكثر من. شغب.. يشغل مصر. والمصريين.. يفتت قواهم.. ويشتت جموعهم. ويزرع الخلاف والفتنة والصراع بين البشر.. وبذلك تبقي الأوضاع غير مستقرة.. وتتجمد الحال علي ما هي عليه..
هذا الفهم راسخ في عقولهم. وقلوبهم المريضة. ونفوسهم. غير السوية.
"فالجماعة".. وعملاؤها.. لا يحملون رؤية.. ولا يسعون وراء هدف نبيل. يجذب الجماهير نحوهم..
فقد بدأوا. أدوات "للمستعمر" ومنذ النشأة..
وظلوا علي ما "جاءوا".. من أجله. وهو دمار مصر..
حتي "هدف السلطة". الذي لاح في الأفق. في بعض الأحيان.. لم يكن هدفاً.. أو تطلعاً حقيقياً.. وظهر هذا واضحاً. حينما. استطاعت القوي الكبري. تمكينهم من البلاد والسلطة..
يومها ترددوا.. ثم بضغط الأسياد استجابوا.. وتقدموا برئيس لا يعرف من أمر نفسه شيئاً. هو "مرسي"..
ومع "مكتب إرشاده".. ساق جماعته.. وساق الدولة. ومؤسساتها. نحو الخراب والفوضي.
وجاءت النتيجة.. كما يعرفها الجميع.
* * * * *
الشاهد.. أن "الغباء".. وسوء القصد.. لم يكن من نصيب الجماعة وحدها.
إنما امتد هذا الغباء. ليشمل في نفس الوقت واللحظة.. باقي أطراف "العمالة". المرتبطة بالخارج..
شاهدنا "هروباً". جماعياً. من "مثقفين".. ونُخَب. وشخصيات عامة.
هربوا.. بينما كانت كل أدوات الحكم والسلطة في أيديهم..
منهم من كان نائباً للرئيس..
ومنهم من كان نائباً لرئيس الوزراء..
ومنهم كثيرون. احتلوا مراكز مهمة. ومؤثرة في الدولة..
ولم يكن هناك وقتها مَن ينافسهم. أو يزاحمهم في المسئولية.. تقدم هؤلاء جميعاً. باستقالات غير معروف أو مفهوم أسبابها..
ذلك في الوقت الذي كانت الفرصة متاحة لهم.. مفتوحة وبغير حدود..
وكانت اللحظة سانحة.. وبغير عائق..
أن يغيِّروا.. وأن يطوروا.. وأن يقودوا البلاد. في اتجاه صحيح وسليم..
ولم يكن هناك ما يحول دون ذلك..
الحائل الوحيد. كان.. هو "المخطط".. الذي صاغه. ووضعه. وحاول تطبيقه الأعداء في الخارج.. الغرب بقيادة أمريكا.. والصهيونية العالمية.
* * * * *
ما غاب.. عن "جماعات الإسلام السياسي المشبوهة"..
وغاب عن أفراد. وجماعات "الليبرالية" السياسية. التي وصلت إلي مواقع "مرموقة"..
أن أحداً منهم.. لم يكلف نفسه.. قراءة "متأنية". ودقيقة.. وبسيطة في نفس الوقت.. للواقع المصري.. وللشخصية المصرية.. وللشعب المصري.. الذي قرر أن يضع نهاية "حاسمة".. لما وصلت إليه الأمور.. وأن المستحيل هو استمرار الأوضاع علي ما هي عليه.. وأن التغيير. أصبح ضرورة لابد منها.
ولذلك.. كانت ثورته الأولي في 25 يناير .2011
وحينما "سُرقَت الثورة".. خرج عن بكرة أبيه ليقوم بثورته الثانية في 30 يونيه .2013
وهذا رغم غياب "القيادات". القادرة والمؤهلة..
ورغم افتقارها. لبرامج إصلاح وتغيير جاهزة.
لم يدرك "العملاء" من جماعات الإسلام السياسي. ولا "العملاء" من حاملي. ومرددي. شعارات الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان:
حالة الشعب المصري..
وقراره النهائي بحتمية التغيير..
ولذلك لم يبق من هؤلاء وأولئك.. إلا "أصوات مشبوهة". تأتينا. من وقت لآخر.. عبر: البحار. والمحيطات.. تفتي. وتعلق. وتنتقد..
ولم يبق أيضاً إلا عصابات. مأجورة. ومشبوهة. تتظاهر.. وتخرِّب.. وتقتل.
في الوقت الذي نشاهد ونتابع فيه:
المدبرين. والمخططين. والمتآمرين. يراجعون فيه أنفسهم.. ويراجعون سياستهم.. لكنهم يطالبون في نفس الوقت بما أطلقوا عليه "مصالحة"..
ولا شك أن بوادر. الخير التي يبشِّر بها.. مؤتمر شرم الشيخ.. تمثل دليلاً ساطعاً.. علي أن الطريق أصبح مفتوحاً أمام مصر..
.. وأن "شرم الشيخ".. ونتائجها.. هي الاستفتاء العام علي الخيار بين الخير الذي تمثله مصر الدولة.. وبين الشر الذي يتمسك به الأعداء.