علاء عريبى
رؤى- الخلل الأمني بالطائرات المصرية
المؤكد أن اختطاف الطائرة المصرية يضع أيدينا بشكل مباشر على الخلل الأمني في المطارات المصرية، سواء على أرض المطار أو على متن الطائرات، وهو ما ينال من سمعة الطيران المصري، كما أنه سوف يؤثر بشكل كبير على حركة السياحة المصرية.
قبل شهور انفجرت الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم شيخ، وكشفت التحقيقات عن ثغرات قاتلة في المنظومة الأمنية بصالات المغادرة، حيث استغل البعض هذه الثغرات وقاموا بتفخيخ إحدى الحقائب أو أحد مقاعد الطائرة، مما أسفر عن وفاة جميع ركابها، وقد ترتب على هذا الخلل وقف حركة الطيران بشكل نهائي بين مصر وروسيا، ووقف حركة السياحة من قبل البلدان الأوروبية، مما تسبب فى خسائر اقتصادية ومالية كبيرة للبلاد.
ومما يؤسف له أننا حتى أمس لم نكن قد تخلصنا بعد من آثار الخلل الأمنى الخاص بالطائرة الروسية، وفوجئنا بخبر اختطاف طائرة مصرية أقلعت من مطار برج العرب، واحتجازها فى مطار لارناكا القبرصى لمدة سبع ساعات، ليعلن الحادث عن خلل أمنى جديد فى المنظومة المصرية، كيف استقل هذا المختل الطائرة؟، ما هى خطط تأمين الركاب على متن الطائرات؟، ولماذا لم يتعامل أفراد الأمن الخاص بتأمين ركاب الطائرة مع المختطف؟، وماذا لو كان المختطف يحمل متفجرات أو أسلحة بيضاء؟، لماذا لم يتم تزويد أمن الطائرات بأجهزة كشف عن المتفجرات والأسلحة، وأجهزة شل حركة المختطف والسيطرة عليه؟، لماذا لم يتم تزويد الطائرات بكاميرات مراقبة لتفقد حركة الركاب وطاقم الضيافة؟.
بحمد الله انتهت عملية خطف الطائرة، وسيطرت القوات على المختطف، وعاد الركاب بسلامة الله إلى بيوتهم، لكن ما هو أثر هذا الحادث على سمعة المطارات المصرية؟، وما النتائج التى ستترتب على السياحة المصرية؟.
هذا الحادث للأسف جاء فى توقيت كادت فيه مصر على وشك أن تزيل آثار حادثة الطائرة الروسية، وإعادة الحركة إلى السياحة مرة أخرى، وأغلب الظن أن هذا الحادث، سواء كان مدبرا من مخابرات خارجية أو بسبب اضطراب نفسي أو مطالب شخصية للمختطف، فسوف يترتب عليه آثار سلبية خطيرة على سمعة مصر ومطاراتها، وأيضا على اقتصادها، فى أضعف الحالات والتحليلات، فإن هذا الحادث سيعيدنا إلى حالة الصفر التي كنا عليها عقب انفجار الطائرة الروسية بشكل مباشر، في تقديري أن اختطاف الطائرة المصرية سوف يدفع البلدان الأوروبية والأسيوية إلى إعادة النظر فى استقبال الطائرات المصرية، وفى إلغاء الحظر على سفر رعاياها إلى القاهرة والمدن المصرية بشكل عام.
لهذا من الحكمة أن نعيد النظر في المنظومة الأمنية بالمطارات المصرية، سواء فى مرحلة مغادرة الركاب ونقل الحقائب، وفى مرحلة تأمين الطائرات خلال الرحلة، علينا أن نستعين بكاميرات لمراقبة الحركة داخل الطائرة، وعلينا تجهيز أفراد أمن الطائرات بأجهزة تعينهم على مواجهة مثل هذه الحوادث.