الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
أخطر إرهاب
الحمد لله انتهت حادثة اختطاف الطائرة المصرية علي خير.. ومع ذلك قد تؤثر ولو بشكل محدود علي السياحة رغم أنها وقعت في مطار برج العرب.. بعيداً عن الأماكن السياحية وسيناء والأقصر وغيرها.
وكون الحادث في مكان بعيد تماماً مثل برج العرب في نفس يوم إقامة مباراة هامة للغاية.. مباراة لها أهمية قصوي لمصر في نفس البلد.. والجيش والشرطة مشغول بالمباراة التي سيشهدها لأول مرة منذ خمس سنوات أربعين ألف متفرج.. يدل علي أننا نواجه عدواً غير عادي.. نحن نواجه إرهاباً خارجياً وداخلياً.. وسنظل نواجهه.. وسننتصر عليه بإذن الله تعالي.
رغم أننا يجب أن نعترف أن حكاية خطف طائرة عليها هذا العدد من الركاب.. هذا إرهاب جديد من أخطر أنواع الإرهاب الذي لم يقابلنا من قبل.. عادة خطف الطائرات تكون في الطائرات الترانزيت الأجنبية الموجودة في مطارات غير مطارات الدولة صاحبة الطائرة المطلوب إرهابها.. ما حدث في برج العرب أخطر أنواع الإرهاب!!!
***
تفاصيل الحادث ستجدها في نفس الصفحة التي في يدك الآن..
المهم.. هو المستقبل..
منذ فترة طويلة ونحن نسير في الطريق الخطأ سياحياً!! التركيز علي السياحة الخارجية.. ودول أوروبا بالذات يدل علي "غباء سياحي".. لا الشركات السياحية الكبري ولا الصغري.. ولا الناس أنفسهم سيصدقون كلامك عن الأمن والأمان وأمامهم ما يحدث.
في الحقيقة.. كل جهودنا وما ننفقه هنا وهناك لا جدوي منه.. نحن لا نضحك علي أحد حينما ننكر الواقع الذي يراه كل الناس نحن نضحك علي أنفسنا!!
لذا تعالوا نواجه الواقع.. هذا الإرهاب لن ينتهي في مدة قصيرة.. وهذه فرصة لزيادة السياحة الداخلية التي نحن في أشد الحاجة لها.. لا أقل من 99% من أهالي الصعيد حتي حلايب وشلاتين لم يروا الأهرام ولم يعرفوا حاجة اسمها أبوالهول الذي حاول نابليون أن يهدمه وألقي عليه كميات من القنابل لا عدد لها فلم يكسر سوي الأنف لأنها أضعف جزء في التمثال.. ولما حاولوا إصلاح الأنف رفض علماء السياحة والآثار لأن الأنف المكسورة وتاريخها أهم من التمثال نفسه.
وأكثر من 90 في المائة من الوجه البحري والساحل لم يروا الأقصر وأسوان ولا حتي المنيا وما فيها من آثار أيضاً.. لم يروا بحيرة قارون في الفيوم ولم يعرفوا تاريخها.
السياحة الداخلية ليست فقط للترفيه عن الشعب المسكين الذي عاش أسوأ ستين عاماً في حياته.. ولا للتخفيف من المعاناة من الأسعار والخدمات.. هي قبل وبعد كل هذا السياحة الداخلية تزيد الانتماء للوطن في وقت نحن في أشد الحاجة إليه.
***
لا تقل لي إن الحالة الاقتصادية للناس الذين اتحدث عنهم لا تسمح لهم بقضاء الصيف علي الساحل ولا قضاء الشتاء في الجنوب.
نعم.. هذا كلام سليم.. لذا كان مشروع تحويل المدن الجامعية إلي فنادق في الصيف.. وأيضاً.. الجيش صاحب اليد الطولي والعظمي في الدفاع عن مصر وأيضاً إعادة بناء مصر.. هذا الجيش العظيم من بين تضحياته تخصيص بيوت الضيافة العديدة إلي فنادق رخيصة للغاية في بعض الأوقات.. ثم الفنادق الكبري العادية منذ مدة ليست قصيرة خفضت أسعارها إلي أكثر من النصف.. ويمكن المزيد!!
أكثر من ذلك.
السكك الحديدية والنقل العام بين المدن يتم تخفيض ثمن التذاكر أقل من النصف!! وهذا لا يساوي تكاليف إصلاح قطار خرج عن الخط!! يجب أن تتعاون الوزارات مع بعض ويجب أن يتم هذا عن طريق شركات السياحة.. تحت إشراف الوزارة حتي يكون رخص السفر والإقامة في صالح الأهالي لا شركات السياحة.
***
وبعد
هل سيحدث شيء من هذا؟!!.. أشك.. لأن السياحة الأوروبية خيرها كثير!! والأمر لله من قبل ومن بعد!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف