بالأمس خمر واليوم أمر وعمل ليل ونهار.. انتهي المؤتمر الاقتصادي كحلم تحقق علي الواقع.. رسم الخطوط ورسم الطريق ورسم المستقبل.. وبقي أن نحقق الأمل يجب أن نبدأ مرحلة جديدة من عمرنا.. مرحلة العمل والإنتاج وتنفيذ كل المشروعات في مواعيد محددة.
لا أدري ماذا حدث أمس.. فأنا اكتب مساء يوم الختام.. مع دموعي ودموع كل مخلص لهذا البلد وعلي رأسهم صاحب الفضل الأكبر في هذا التحول التاريخي.
أقول لا أدري ماذا حدث أمس.. ولكن كم أود ان يجتمع سيادة الرئيس بكل وزير علي حدة لرسم المرحلة الجديدة التي لا تحتمل الروتين وقراءة الصحف وشرب القهوة والانصراف من الديوان لتأدية مهمة أخري!! هذا هو موظف زمان.. اليوم مختلف تماما.. اليوم سنحدد مواعيد العمل والانجاز بالساعة والدقيقة.. سنستخدم العد التنازلي لكل مشروعاتنا.
اذكر في أواخر الخمسينيات أراد عبدالناصر أن يلغي الروتين الحكومي فأصدر قرارا أو قانونا لا أدري تنص علي انه لا يشغل أي موظف وظيفتين في وقت واحد وكانت هناك عقوبة لمن يخالف القرار.. بعد مدة طويلة قالها لي المرحوم نجيب المستكاوي.. قال لي:
لقد اتضح انني أنا المغفل الوحيد في هذا البلد!!
لم يطبق قانون عبدالناصر سوي المستكاوي في مصر كلها!! كان موظفا في اللجنة الأوليمبية فاستقال ليتفرغ للأهرام!!
* مثلا.. وزارة الداخلية التعليمات الجديدة هي منتهي القسوة والحسم لكل من يفكر أو يشرع في أي عملية ارهاب قادمة.. لم نعد نحتمل أي تخريب أو قتل أو تعطيل.. سياسة جديدة تماما ترعب الخونة المارقين.
بالله عليكم.. ألم تتحرك ضمائر أو قلوب هؤلاء بعد ما رأوه في هذا المؤتمر الذي تمت ولادة مصر من جديد من خلاله؟ ألم يشعروا بشيء من الندم عما فات فيهرلوا إلي صفوف العمل الجديد؟ قلوبهم حجر ومن الحجر ما ينفجر منه الماء وما يهبط من خشية الله.
* المشروع الرائع لاستصلاح 200 ألف فدان في أسيوط.. يجب الا يلقي مصير توشكي.. مطلوب "عد تنازلي" لحصد أول محصول قمح يزيد عن حاجة مصر فنقوم بتصدير الفائض.
ومرة أخري.. اقول ما نصح به خروشوف.. قال لعبدالناصر: المزارع الجماعية أكثر إنتاجا وأقل تكاليف وهي التي تتيح الفرصة لإغراق البلد بكل ما نحتاجه من خير ربنا كله.. مصانع ألبان ومصانع جلود وخلايا نحل وأبراج حمام ومصانع عصير ومربي وعلب خضراوات وفواكه.. خير ربنا كله في المزارع الجماعية.. ولم تعد عندنا رفاهية المجاملة وشراء أصوات الفلاحين.. كفاية ما حدث لنا منذ بداية الخمسينيات.
* ميناء مطروح ممكن الانتهاء منه خلال عام أو أقل من عام.. نريد ان نسابق الزمن.. وميناء مطروح سيخف الضغط علي ميناءي بورسعيد والاسكندرية.. وياريت نفكر في ميناء جديد علي البحر الأحمر بجوار السويس وسفاجا.. الميناء.. أي ميناء خاصة في موقع مصر الفريد بين كل القارات - أي ميناء - معناه ايرادات جديدة وتجارة وعمالة.. وحياة!!
الذي تعجبت له هو اختيار محافظة الشرقية لبناء قرية أوليمبية بها.. نحن في اشد الحاجة فعلا لقرية أولمبية منذ عام 1991 حينما استضفنا "دورة الالعاب الافريقية" 42 دولة لها أكثر من عشرين لعبة وكل لعبة لها لاعبون ولاعبات واداريون ومدربون وكدابو زفة!! كانت مشكلة ضخمة وقصة طويلة.. المهم نحن في حاجة لقرية أوليمبية ولكن بجوار القاهرة وهذه قصة أخري.