الأهرام
جمال نافع
اللعب فى الوقت الضائع
لماذا نفضل دائما اللعب فى الوقت الضائع؟
فإذا كانت مذكرة تحريات الأجهزة الأمنية فى قضية التمويل الأجنبى للجمعيات الأهلية تؤكد حصول 6 منظمات أهلية مصرية على أكثر من مليارى جنيه من 2011 وحتى 2014، دون علم السلطات المصرية والتى كان يتم توجيها لخدمة مشروعات فى ظاهرها فاضلة ونبيلة، وفى باطنها تحمل زعزعة الاستقرار الداخلى والإضرار بالأمن القومى للبلاد. فلماذا سكتت السلطات طوال كل هذه المدة، ولماذا لم تحاكم هذه الجمعيات منذ أكثر من خمس سنوات؟ ولماذا سمحت بمرور الأموال أصلا إذا كانت مخالفة للقانون، ولماذا نتحرك فى الوقت الضائع حتى أن مجموعة من خبراء الشأن المصرى بمراكز الأبحاث الأمريكية، طالبت أوباما بالضغط على مصر لوقف ملاحقة هذه المنظمات.

وهو نفس ما يحدث عندما يتفاخر محافظ القاهرة بانه أزال عمارة من 12 دورا فى حرم السكك الحديدية، أليس من الأفضل ألا تقام هذه العمارة من الأساس، ويتم المنع فى الوقت الأصلى. وهو ما تفعله المحليات عندما توافق على توصيل الخدمات للمبانى المخالفة، وتدعى أن هذا لا يعطى مشروعية لهذه المخالفات، ولكنها لاتستطيع ازالة هذه المبانى بعد تسكينها.

والتعدى على الأراضى الزراعية، وصل لمعدلات قياسية منذ ثورة يناير 2011، ويتفاخر المحافظون بازالة التعدى على آلاف الأفدنة، وهم يعرفون أن الأرض إذا تم البناء عليها تصبح غير صالحة للزراعة مرة أخرى، فلماذا لا يتم منع التعدى على الارض الزراعية من البداية؟

على الحكومة أن تعى، إذا كان فى كرة القدم ما يسمى بالوقت بدل الضائع، تستطيع أن تسجل خلاله هدفا لم تستطع تسجيله فى الوقت الأصلى، فان الحياة ليس فيها بديل للوقت الضائع، فإن لم تسجل هدفك فى الوقت الأصلى فسيكون هدفا بلاقيمة ولا معنى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف