خالد السكران
لمن يفهم -السجناء حقهم مكفول.. يا مجلس
في زيارتين للسجون المصرية في أقل من أسبوعين أنا وزملاء لي من العاملين في مجال الإعلام تأكد لنا وبما لا شك فيه أن التطوير في منظومة تنفيذ العقوبات في مصر يسير بخطي واسعة عما هو متوقع خاصة وأنني سبق لي زيارة بعض السجون في فترات سابقة ولكن سعي وزارة الداخلية الدائم لتطوير السجون والليمانات بما يتناسب مع أساليب تنفيذ السياسة العقابية الحديثة كان له أكبر الأثر فيما وصل إليه الحال في السجون المصرية.
منذ ساعات كنت داخل سجن برج العرب الذي تحدث البعض عنه من قبل أنه المقر الرسمي لتعذيب واضطهاد السجناء وراح البعض يؤكد أن ذلك هو السبب الرئيسي في إيداع الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات الجماعة الإرهابية به ولكن كانت المفاجأة لي ولزملائي وبعد الحديث مع عدد من السجناء بعيدا عن عيون ضباط الشرطة العاملين بالسجن الذين لم يمنعنا أحد منهم من الحديث مع أي سجين والذي أكد الجميع أنهم يرفضون ترك هذا السجن خاصة أن بعضهم من محافظات بعيدة وتتحمل أسرهم مشقة كبيرة في الزيارة وهذا يؤكد أن المعاملة للسجناء تتم وفق القانون وأكثر أحدثت لديهم حالة من الرضا في البقاء في هذا المكان.
الزيارة التي قمنا بها لسجن برج العرب ومن قبلها القناطر كانت دعوة من العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية بقيادة اللواء أبو بكر عبد الكريم مفتوحة لجميع الصحف القومية والمعارضة والخاصة دون استثناء يحضر من يحضر ويعتذر من يعتذر وقادهما اللواء أيمن حلمي مدير إدارة الاعلام الذي اعلن فور وصولنا السجن أن نتجول في جميع المناطق وندير حوارا مع من نشاء من النزلاء والنزيلات ونسأل في كل شيء ونواجه المسئولين بالقطاع بما يدور في صدورنا من اسئلة واستفسارات وبالتالي لم نمنع من شيء ولا أخفي سرا كنا ننتحي جانبا بالسجين الذي نريد سؤاله عن الأوضاع المعيشية والصحية داخل السجن ونرفض أن يتواجد علي مقربة منا أي من ضباط أو أفراد السجن حتي نأخذ راحتنا في سؤال السجين" ولم يمنعنا أحدا وهذا يدل علي أن وزارة الداخلية ماضية في مسيرة الشفافية واظهار الحقائق مبدأ أعلي كثيرا من شأنه اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية الحالي الذي يولي منظومة السجون اهتماما خاصا..
أعجبني جدا ما قاله اللواء حسن السوهاجي مساعد الوزير رئيس قطاع مصلحة السجون الذي أكد أنه علي استعداد أن نبلغه برغبتنا في زيارة أي سجن آخر خلال المرحلة القادمة ويكون الاخطار بالزيارة عندما تتحرك المأمورية في اتجاه السجن الذي تحدد أي دون اتفاق مسبق والسوهاجي أكد أن كافة السجون "شبه بعضها" وسنجد ما رأيناه في القناطر وبرج العرب في كافة السجون.
السجناء حقهم مكفول بالقانون وأن كان هناك بعض التقصير من قبل فالأمور يتم معالجتها الآن وهذا الأمر تأكد عشرات المرات لاعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان في زياراتهم للسجون ومن هنا أقول للأخوة أعضاء المجلس لا تجعلوا كل همكم السجون بل ساندوا ابناء الشعب فيما يتعرضون له من أزمات فهم ايضا من فصيلة بني الإنسان ولهم حقوق وان كنتم مصرين علي السجناء فالباب مفتوح أمامكم للتبرع بجزء من الأموال التي تأتيكم إلي أسر السجناء أو المفرج عنهم أو الغارمين وأذكركم ضباط الداخلية سددوا من أموالهم الخاصة وليست من أموال واردة إليهم من الخارج 7 ملايين جنيه للإفراج عن أكثر من 200 غارم وغارمة وأيضا يدفعون من أموالهم أحيانا لاقامة مشروعات صغيرة لسجناء انهوا مدة العقوبة وتوسم فيهم الضباط الجدية للعيش بالحلال.