المساء
محمد فؤاد
ع الطريق -الإرهاب.. وكيف تراه ألمانيا
كانت أوروبا تظن أنها بمنأي عن الإرهاب. الذي يحدث بصفة شبه يومية في مناطق عديدة بالعالم. ولكن خاب ظنها. وطالها ذاك الإرهاب في قلبها وليس علي حدودها أو علي مقربة منها. وبعد الانفجارات الإرهابية التي شهدتها باريس. عاصمة أكبر دولة بالقارة. شهدت بروكسل العاصمة البلجيكية وعاصمة الاتحاد الأوروبي فصلا آخر منها. راح ضحيتها العديد من القتلي والمصابين. لتتذوق أوروبا ما كان يتذوقه الآخرون!!
وبعد تلك الهجمات أسرعت صحف أوروبا علي اختلاف ميولها ومشاربها. تدين تلك الهجمات. وتطالب بالانتقام من القتلة. غير أن صحف ألمانيا نهجت نهجا آخر. فخرجت تحلل الإرهاب. أسبابه وأهدافه. وحمل بعضها بلجيكا - كدولة فاشلة - المسئولية. واتهم البعض الآخر المجتمعات الأوروبية بأنها أهملت واقعها. فساعد ذلك علي ظهور المجتمعات الموازية بها!!
صحيفة *تاج شبيجل* البرلينية كتبت تحت عنوان *استراتيجية الإرهابيين واضحة* فقالت: إنهم يريدون دق *إسفين* بين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وبين من حولهم من غير المسلمين. غير ان تلك الهجمات ستعمق من عدم الثقة بأولئك المسلمين. وستوسع من دائرة عزلتهم.
أضافت الصحيفة. انه عندما يبدأ رد الفعل العكسي من المجتمعات الأوروبية تجاه كل ما هو مسلم. كالمساجد. الحجاب. وقائمة الطعام الحلال. فإن أهدافهم ستكون قد تحققت!!
أما صحيفة *دي فيلت* فكان عنوانها الرئيسي *الإرهاب الحديث وليد العولمة*.. فالإرهابيون يستخدمون الوسائل التكنولوجية الحديثة. ويحكمون السيطرة علي شبكاتهم.
ثم ألقت الصحيفة باللوم علي بلجيكا. التي وصفتها مجلة *السياسة* مرة من قبل بـ *الدولة الفاشلة* لأنها سمحت بحدوث مثل تلك الهجمات. في منطقة مولينبيك ببروكسل. كما انها حملتها المسئولية كاملة هي وجيرانها من الأوروبيين!!
ومن جانبها رأت صحيفة *هامبورج ابيندلات* أنه: *لا يجب السماح بوجود بؤر إرهابية علي أراض أوروبية. ومن ثم كان يجب علي الأوروبيين ان يلاحظوا بدقة المجتمعات الموازية منذ نشأتها. وتتبع نموها ونشاطها.
أضافت. ان الحرب ضد الإرهاب يحتاج إلي دولة قوية ومجتمع مدني يقظ. وذلك يقع علي عاتق الشرطة والقضاة. والمعلمين. والإخصائيين الاجتماعيين. وآئمة المساجد.
وقارنت صحيفة *فرانكفورتر روندشاو*. بين الموقفين الأوروبي والأمريكي تجاه الهجمات الإرهابية فقالت: إننا لا نفعل مثلما تفعل أمريكا التي تقلص هامش الحريات مقابل الأمن. بعد اية هجمة. داعية الأوروبيين إلي الأخذ بمثل هذا الأمر!!
ثم طالبت الصحيفة. بملاحقة المجرمين ومعاقبتهم. والاستمرار في مناقشة المسائل الأمنية. كما طالبت بمناقشة أمور الاقصاء المجتمعي والبدائل الغائبة بطريقة أكثر جدية. لانها توفر الأرض الخصبة لنمو الإرهاب!!
وبعيدا عن النظريات والتحليلات. هل ستنجح أوروبا في دحر الإرهاب. أم سيظل هو خارطتها. ويفرد اجنحته بطول ربوعها!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف