الوفد
عصام العبيدى
إشراقات -الطائرة المخطوفة.. وحكاية بنت اسمها ياسمين
من أصعب الاختبارات التى يتعرض لها الانسان.. هو الاختيار بين الواجب والحياة.. فكل شىء يهون إلا الحياة.. وفى هذا الاختيار غالبًا ما تجد الحرص البشرى هو الذى يحسم نتيجة هذا الاختبار.. ويختار الحياة على ما دونها!
لكن ياسمين.. أو فرجينيا المصرية.. وضعت فى هذا الاختبار القاسى.. والذى ينهزم أمامه أعتى الرجال.. لكنها - وللعجب - اختارت الواجب على الحياة!!
تعالوا نتعرف على قصة هذه الفتاة المصرية.. التى كانت محور حديث العالم.. ووكالات الأنباء منذ اللحظات الأولى لاختطاف الطائرة المصرية.. بمطار لارناكا بقبرص.. وحتى انتهاء الأزمة بعد عدة ساعات.. توقفت فيها أنفاس العالم بأكمله!
طبيعى ان الجميع أشاد بحكمة واقتدار طاقم قيادة الطائرة.. لكن هؤلاء رجال.. وهذا هو المتوقع منهم..
لكن هذه الفتاة الرقيقة.. لم يكن احد ليطالبها بالعودة للطائرة المخطوفة.. لو انها هربت وفرت مع الناجين من الركاب.. لكنها أبت وعادت إلى طائرتها مرة أخرى.. بعد ان كانت فرصة الهرب متاحة أمامها.. بعد موافقة الخاطف على انزال الركاب جميعًا.. ماعدا أربعة من الأجانب.. ولكنها انحازت للواجب.. وعادت لطائرتها.. مرفوعة الرأس.. رابطة الجأش.. متماسكة كأقوى الرجال.. لتدير باقتدار أصعب مفاوضات مع الخاطف!
وبالفعل استطاعت بذكائها اقناع الخاطف.. بالافراج عن الركاب جميعًا.. وكانت بمثابة رسول الانسانية الذى يحمل الأمن والأمان للنفوس المذعورة.. والتى تنتظر الموت فى كل ثانية.. فكانت مسئوليتها مزدوجة.. تتولى تهدئة الركاب.. وفى نفس الوقت امتصاص غضب الخاطف.. والذى قد يلجأ لتفجير الطائرة.. بكل من فيها.. خاصة وانه لم يكن احد يعلم مدى جدية تهديده.. أو انه يحمل حزامًا حقيقيًا.. يمكن ان يدمر الطائرة بكل من فيها.. أو انه يحمل حزامًا مزيفًا.. فى كل الأحوال.. لم يكن أمام قائد الطائرة.. إلا الانصياع لتعليمات الخاطف.. طبقا لتعليمات هيئة الطيران الدولية فى هذا الصدد!
ومن هنا شهد العالم بأكمله.. على قدرة ومهارة ورباطة جأش ياسمين.. التى فضلت الواجب على الحياة.
من كل قلبى أتمنى ان يكرم الرئيس السيسى كل طاقم الطائرة.. وعلى رأسهم ياسمين أو فرجينيا المصرية.. لتكون مثلاً وقدوة لكل فتاة مصرية!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف