ماذا لو ادعى راكب آخر حمله لحزام ناسف وطالب بهبوط الطائرة بمطار أحد البلدان؟، كيف سنتعامل معه؟، هل سنستجيب ونتفاوض معه؟
التاريخ سيذكر لسيف الدين مصطفى (المسجل نصب وسرقة ومخدرات) أنه أول من أدخل لجرائم خطف الطائرات أسلوباً جديداً لم تشهده من قبل، هو أسلوب الوهم والنصب، وخطورة أسلوب «سيف الدين» فى صعوبة مواجهته، وفى سهولة استغلاله، فقد يستغله الإرهابيون فى نشر الذعر على شركات الطيران بالعالم أجمع، وقد يترتب عليه شل حركة الطيران تماماً، ناهيك عن الخسائر الفادحة التى ستتكبدها شركات الطيران من توجيه خط سير الرحلة، واحتجاز الطائرة بركابها لعدة ساعات.
البلاغات الوهمية تكلف البلدان ملايين الجنيهات، فما بالك بالوهم القابل للانفجار فى طائرة أو على متن قطار أو عربة مترو أو على حافلة ركاب؟
العالم أجمع استيقظ صباح أول أمس على خبر اختطاف الطائرة المتجهة من برج العرب إلى القاهرة، قيل إن الخاطف اسمه سيف الدين مصطفى، هدد بتفجير الحزام الناسف الذي يرتديه حول جسده، نقلوا من داخل الطائرة أنه يمسك المفجر فى يده، وأجبر الطائرة على الهبوط بمطار «لارنكا» القبرصى، تضاربت الأقاويل حول دوافعه، قيل إنه يريد أن يرى زوجته القبرصية، وقيل إن لـ«سيف الدين» مطالب سياسية، طالب بالإفراج عن بعض السيدات من السجون المصرية، بعد ثماني ساعات من التفاوض مع «سيف الدين» قام بتسليم نفسه، وفوجئت السلطات القبرصية بأن الحزام الذى اختطف به الطائرة ليس ناسفاً بل حزام طبى من القماش والقطن (قطن طويل التيلة)، معقولة؟، كل هذا القلق والتوتر وحرقة الدم والحزام ليس ناسفاً، ومن القماش والقطن؟، وأين المفجر الذى كان يحمله فى يده؟
من الذى سيمنع ظهور «سيف الدين» آخر على متن أكثر من طائرة وفى أكثر من بلد؟، كيف سنواجهه؟، كيف سنحمى طائراتنا وركابنا منه؟، ما هي الخبرات والأجهزة التي تساعد أفراد الأمن في التصدي لسلاح «سيف الدين»؟، ما هي التدريبات التي تلقوها لكي يواجهوا الوهم والنصب؟
للأسف العالم كله، وليس مصر فقط، أصبح مطالباً بوضع خطط لمواجهة «سيف الدين»، ومطالب أيضاً بتوفير آليات لكشف الوهم، وكذلك التفكير فى كيفية تدريب أفراد أمن الطائرات على مواجهة النصب.
القضية لم تعد دوافع «سيف الدين»، كانت شخصية أو سياسية، بل أصبحت سلاح «سيف الدين»، كيف سنواجهه فى مصر؟، وماذا لو استيقظنا على «سيف» آخر يشهر سلاحه، ويجبر طائرة بتغيير مسارها؟، ماذا لو أرغم بسلاح الوهم قائد الطائرة على أن يصطدم بإحدى المطارات أو المنشآت؟، ماذا لو استخدم الوهم فى تحويل الطائرة إلى قنبلة قابلة للتفجير مثلما حدث فى 11 سبتمبر بالأبراج الأمريكية؟