عباس الطرابيلى
هموم مصرية- بإحياء صناعة.. كانت عظيمة!
أرى بوادر انفراجة، وإنقاذ للصناعات المتعثرة، وما أكثرها فى مصر الآن.. رأيت هذا فى إعادة وزارة قطاع الأعمال، وأرى ذلك محاولة لإنقاذ ما بقى من مصانع ـ كانت عظيمة ـ وإعادتها إلى الحياة. وليس لتصفية ما بقى منها.
ورأيت ذلك أيضاً، فى اللقاء الذى عقده المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء, وحضره محافظ البنك المركزى ووزراء التجارة والصناعة والمالية وقطاع الأعمال ورئيس اتحاد الصناعات.. وممثلو عدد من شركات الغزل والنسيج.. والهدف: زيادة صادراتنا منها.
<< ولكن ما يلفت الانتباه هو تصريح السفير حسام القاويش المتحدث باسم مجلس الوزراء، وهو تصريح يضفى السرور والأمل، من قوله إن رئيس الوزراء وجه بإعداد خطة متكاملة تتضمن النهوض بتلك الصناعة ـ وأضاف السفير القاويش ما يؤكد جدية هذا المسعى، وهى إضافة نشكر السفير عليها لإدراكه بأهميتها عندما قال أن هذه الخطة سيتم عرضها فى اجتماع موسع يوم الاثنين القادم.. لأنها تبدأ بتوفير القطن من السوق المحلية لأن المصانع ـ وهذه حقيقة ـ تجد صعوبة ومشقة فى توفيره.. والقطن، هو عماد هذه الصناعة.. ثم أن هذه الصناعة ـ كما قال السفير البشوش ـ تتميز باستيعاب الكثير من فرص العمل لكافة الفئات وبالذات سيدات مصر ليس فقط بالوقوف أمام المغازل وأنوال النسيج.. ولكن فى صناعة الملابس الجاهزة.
<< وكأن السفير القاويش يدرك بفطرته اللماحة أن المرأة ـ وهى نصف المجتمع.. بيدها إنقاذ هذه الصناعة بكل مراحلها.. تماماً كما حدث فى إندونيسيا وبنجلاديش والفلبين وماليزيا والصين.. إذ بها قامت هذه المنتجات بغزو أسواق العالم.. لأن الملابس من أهم ما يطلبه الإنسان.. وهى أحد أضلاع المثلث الضرورى للحياة: المأكل والمسكن والملبس!! بل إن صناعات القطن هذه «كانت» تستوعب وحدها 35٪ من كل القوى العاملة فى مصر.. وأن هذا الاهتمام يعنى انه نحيى وننعش من جديد زراعة القطن وحلجه وغزله ونسجه ثم إنتاج الملابس الجاهزة.. وأيضاً نساهم فى توفير زيت الطعام الذى كانت بذرة القطن توفره لكل المصريين.
<< ومن المؤكد أن رئيس الوزراء ـ المهندس شريف إسماعيل ـ يدرك تماماً أن هذه الصناعة التى تقوم على القطن، كانت عماد نهضة دول شرق وجنوب آسيا.. بل لا ننسى أن هذه الصناعة قامت عليها النهضة الصناعية فى عصر محمد على باشا.. ثم فى عصر حفيده الخديو إسماعيل بما أقاماه من مصانع متعددة فى معظم مناطق مصر بلا استثناء.. وهى أيضاً أساس النهضة الصناعية التى أقامها جمال عبدالناصر.. وكان الهدف منها تحسين أوضاع المناطق المهمشة أو المنسية.. سواء فى ريف الدلتا.. أو فى مدن الصعيد.. أى على هذه الصناعة قامت نهضة متكاملة فتحت آفاق العمل أمام مئات الألوف من المصريين، رجالاً ونساء، وهذا من أهم أهداف الصناعة الاجتماعية.
<< أى أن رئيس الوزراء أدرك بحسه العميق أن الاهتمام بهذه الصناعة هو «حسن توزيع الثروة» على كل المصريين.. إذ تقوم عليها عشرات.. بل مئات الصناعات المغذية من زرار القميص إلى الكيس النايلون، لتغليفه.. وكل احتياجات هذه الصناعة متعددة الفوائد.. وفى كل المجالات.. بل ومن انتاجها أيضاً مادة الكسب التى تضاف الى علف المواشى والأغنام والدواجن وما أحوجنا إليها الآن لمواجهة أزمة اللحوم، حمراء أو بيضاء!!
<< هنا نصفق للحكومة ورئيسها على هذا الاتجاه الذى يحيى صناعة عظيمة ولا يعيد فقط المجد والحياة لمدن مثل المحلة وكفر الدوار ودمياط وشبين الكوم.،. وكل مدن الصعيد المتعطشة الى فرص العمل.. ونواجه كارثة استيرادنا للملابس.
<< شكراً مهندس شريف إسماعيل.. ونحن نشكر عندما نجد شيئاً عظيماً يبعث الأمل فينا.