الجمهورية
جلاء جاب اللة
زمن الخبراء والنشطاء والعشوائيات والأكاذيب!!
سافرت من القاهرة إلي أسوان.. وعدت من الأقصر شاهدت بعيني الإجراءات الأمنية في ثلاثة مطارات مصرية وكانت رائعة.. بعدها سافرت إلي شرم الشيخ من وإلي القاهرة.. وكانت الإجراءات الأمنية - والشهادة لله - رائعة بل فيها شكل من أشكال التزيد بخلع الحذاء والحزام وأي شيء فيه معدن حتي النقود المعدنية لذلك عندما تابعت أزمة الطائرة المخطوفة تعجبت كثيرا وتساءلت: هل برج العرب خارج منظومة الأمن في المطارات المصرية؟ وقلت لأصدقائي ونحن نتابع ونناقش ونحلل كعهدنا نحن المصريين: 90 مليون خبير في كل مجال من مجالات الحياة قلت: دعونا ننتظر ما ستسفر عنه النهاية وهل الحزام ناسف أم لا.. وهل هناك جريمة متكاملة وراءها مؤامرة.. أم خلل فردي؟ دعونا ننتظر!!
ما حدث بالفعل في هذه الأزمة أكد أننا نعيش زمن الخبراء والنشطاء.. والعشوائيات والأكاذيب.. لا أحد يريد أن يعترف أن نقص المعلومات لن يعطيك تحليلا سليما.. كيف ذلك وسيادته هو الخبير الألمعي في كل مجال؟ لابد أن يحلل ويفبرك ويعلن حقائق من وهم الخيال.. لذلك سمعنا تحليلات بعضها يري أنها مؤامرة وأن هناك من يتآمر علي مصر - وهذه حقيقة - وأن ما حدث في خطف الطائرة جزء من المؤامرة "وهذا كذب" وآخرون يدافعون بلا منطق لمجرد تبرير الأزمة وإثبات أنهم مع الدولة ظالما أو مظلوما.. وآخرون يرمون الشباك في كل اتجاه لعلها تأتي بصيد فإذا كان أحد الاحتمالات التي أوردها صحيح فإنه بذلك يثبت أنه الخبير..!!
ومع اندلاع الأزمة.. انفجرت ماسورة الأكاذيب.. وانفجرت ماسورة السخرية في مصر ونقد الذات.. ولست ضد السخرية ونقد الذات.. بل ضد الأكاذيب التي يطلقها البعض دون أن يدري أنها ستصيب في مقتل متناسين تحذير رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في أن أحدنا يلقي بالكلمة لا يلقي لها بالا.. فتهوي به إلي نار جهنم.. وبالفعل كم من كلمات يلقيها البعض فلا تهوي به وحده.. بل تهوي بكثيرين إلي جهنم الدنيا.. أما هو فمصيره جهنم وبئس المصير..!!
لقد كشفت أزمة الطائرة أننا في زمن الخبراء والنشطاء والأكاذيب والعشوائيات فلا توجد إدارة أزمة.. ولا يوجد تصرف سريع بحكمة..!!
خذ عندك: التضارب في أرقام أعداد ركاب الطائرة من 81 إلي 56 بل وأرقام طاقم الطائرة.
خذ عندك اسم المتهم البريء الذي كانت كل جريمته أنه يحمل الجنسية الأمريكية مع المصرية ثم تم الاعتذار عن هذا الخطأ بعد قليل. خذ عندك.. وخذ عندك.. أكثر من خطأ عشوائي ناتج عن عدم وجود جهة واحدة لإدارة الأزمة.. وعدم توحيد مصادر الإعلام والقرار..!!
نحن نعيش عصر الإعلام السريع.. فلماذا نطلق أخطاءنا ولماذا لا نسكت قليلا حتي نعرف ماذا يحدث؟
كان تعليق الرئيس القبرصي أكثر حكمة عندما قال: "فتش عن المرأة".. فالحادث شخصي يرتبط بالمرأة القبرصية التي طلقها الخاطف.. وتعيش مع ابنتيها في قبرص.
حكاية إدارة الأزمات وضرورة إنشاء إدارات قوية في كل وزارة أو حتي في مجلس الوزراء تضم خبراء حقيقيين في كل مجال إلي جانب خبراء في الإعلام والسياسة لمعرفة ما يقال وما لا يقال.. ومتي يقال وكيف يقال كل ذلك يحتاج إلي إرادة قوية وقرار سريع لأننا لم نعد نتحمل مثل هذه العشوائية في التعامل؟!
لقد كتب أحد الظرفاء علي مواقع التواصل الاجتماعي.
لو أن كل مطلق أو من لديه مشكلة مع زوجته خطف ميكروباص وليس طائرة.. لتوقفت الحياة في مصر.
وقال آخر "لو أن كل مختل نفسياً أو سوابق فعل فعلة الخاطف.. لكنا جميعا خلف القضبان".
إنها فضفضة السخرية المصرية ولكنها تعبر عن حقيقة وهي أن القضية ليست في المشكلة الإنسانية التي يعيشها الخاطف الذي تركته زوجته القبرصية منذ سنوات وعادت لبلدها.. وليست في أنه مسجل خطر أو سوابق أو هارب من السجن في أحداث يناير ..2011 كل هذه هوامش علي الحقيقة الجوهرية وهي: كيف ولماذا فكر هذا التفكير الذي لم يسيء إليه وحده بل ضرب السياحة في مقتل وهي مازالت تحاول أن تداوي جراحها؟
وبمناسبة السياحة وتصريحات المسئولين الروس عن تأجيل دراسة عودة السياحة الروسية بعد الحادث وهي تصريحات متسرعة جدا تنبئ عن نوايا سيئة أعتقد أنه آن الأوان في أن نفكر خارج الصندوق وأن نكثف حملاتنا بعيدا عن السوق الطبيعية للسياحة المصرية..!!
لابد من نظرة أكبر وأعمق وأن يكون لدينا خبراء حقيقيون وليسوا فضائيين يقولون لنا ماذا نفعل الآن؟
من الواضح أن الحرب ضد السياحة منا ومن الآخر مستمرة.. والخاسر هو الوطن.. ولابد أن نخرج من شرنقة هذه النكسة إلي فكر جديد ومتطور للبحث عن بدائل!!
هيلتون كينج مريوط.. يا وزير السياحة!!
برغم كل الأجواء السلبية التي تخيم علي سماء السياحة في مصر.. فإن بلدنا تحتفل الليلة بتدشين واحد من أكبر فنادق مصر وهو هيلتون كينج مريوط.. كان من حسن حظي أن زرت هذا الفندق الكبير الذي يقدم رؤية سياحية جديدة خاصة في الطب الرياضي والسياحة الرياضية وسياحة المؤتمرات.. ونقل العلاج الطبيعي من ألمانيا إلي مصر.. بخلاف استغلال المناخ الرائع في هذه المنطقة الجميلة من أرض مصر والإسكندرية..!!
الليلة وبرغم الحرب الضروس ضد السياحة المصرية نحتفل بتدشين فندق عالمي وهو أول إنجاز يري النور في وجود وزير جديد للسياحة ولا أدري هل سيحضر الافتتاح أم لا.. ولكن ما أدريه وأعتقده جيدا أنه سيكون رؤية جديدة للسياحة في مصر برغم كل المصاعب.. وتلك هي مصر حقا وهؤلاء هم المصريون فعلا..!!
همس الروح
لو كان الحزن رجلا.. لقتلته
لكنه امرأة تتخفي في زي الرجال
لو كان نورا.. لأطفأته
لكنه ظلام نسج بريقا من خيال
لو كان الحزن من صنع البشر
لهاجرنا بعيدا.. في دنيا الجمال
لكنه جزء منا.. وفينا
وأن يغيب عنا.. هذا محال..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف