آخر ساعة
مأمون غريب
مجرد خواطر .. الجسر
الجسر.. أحدث رواية للروائي خيري حداد عن دار نشر (فلاور) وهي الرابعة عشرة للمؤلف وخيري حداد روائي متمرس سبق له أن فاز بجائزة نجيب محفوظ للرواية عن المجلس الأعلي للثقافة وهي رواية (عبيد القصور) كما نال جائزة نادي القصة عن رواية (السطح الأملس) ورواية «المدينة الحافية».
والقارئ لرواياته يشعر بأنه أمام فنان موهوب، ملك الأدوات الفنية التي تؤهله لكتابة فنية راقية.
ورواية الجسر تدور أحداثها في أحياء القاهرة.. بين حي بولاق أبو العلا وحي الزمالك، وبطلة القصة سلوي من أسرة فقيرة في قرية من قري شمال الصعيد القريبة من القاهرة.. مات أبوها وترك لها بيتا وأما.. وكانت سلوي فتاة جميلة حصلت علي ليسانس كلية التربية، ثم قررت أن تترك القرية لسوء سلوك أمها مع عشيقها الشيخ مرزوق.
والجسر هنا يرمز إلي انتقال بطلة الرواية من واقع إلي واقع آخر، أو من حياة إلي حياة أخري مغايرة لما كانت عليه.
انتقال من القرية إلي المدنية يمثل جسرا بين ما عاشته وحياة جديدة تتطلع إليها.. انتقالها من حي الزمالك ـ حيث كانت تعمل في تجارة الروبابيكيا ـ وبين حي بولاق أبو العلا هو الآخر مرحلة جديدة.. عبرته في مسيرة حياته.
وفي حياتها الجديدة لم تنس قريتها التي عاشت في أحضانها، ولا أمها، وقررت أن تذهب لزيارة أمها، وعلمت أنها قتلت الشيخ مرزوق، وأنها ماتت أثناء تأديتها العقوبة في سجن القناطر.. وكان الجسر الأخير في حياتها هي محاولتها كأي حواء البحث عن الزوج رغم أنها تجاوزت الخمسين من العمر.
الرواية ممتعة لما فيها من قص جيد، ورؤية جيدة لأحداث الحياة، وهي رواية ترسخ أقدام خيري حداد في عالم الرواية، وأننا إزاء روائي متمرس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف