هادية الشربينى
بلا أقنعة .. انقلاب السحر علي الساحر
جاءت الأحداث الإرهابية التي تعرّضت لها بروكسل العاصمة البلجيكية التي اتخذت من المطار ومحطة مترو الأنفاق في وسط المدينة هدفا لها، لتؤكد من جديد أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية محددة مسئولة عنه، بل أصبح متجدد الأوصال يضرب بوحشية في كل مكان علي وجه البسيطة، ومن هنا فلابد أن يضع الجميع في اعتباره نداء مصر المتكرر وباستمرار بأهمية مواجهة هذه الظاهرة من خلال تعاون دولي تشارك فيه دول العالم حتي ينجو الجميع من ويلات الإرهاب، وحتي يتمكن العالم أجمع من اجتثاث جذوره بنجاح، بحيث يتم القضاء عليه تماما ودون رجعة.
وقبل كل شيء لابد أن يعلم العالم الغربي، الذي تري دوله أنهم دول العالم المتقدم أن داعش ذلك التنظيم الذي بات يهدد العالم الآن صناعة غربية تم تصديرها لدول الشرق الأوسط لإضعافها أولا، ولإبعاد شبح العمليات الإرهابية عن دول العالم المتمدين، التي توفر الملاذ الآمن للكثير من الإرهابيين علي أرضها ظنا منها أن الأمور تنتهي عند هذا الحد ولكن بضاعتهم الراكدة رُدّت إليهم وانقلب السحر علي الساحر.
وعلي كافة الأحوال اللهم لا شماتة، وأعتقد أن ما تتعرض له عواصم هامة في أوروبا كباريس وبروكسل وأنقرة جاءت لتوضح من جديد أهمية أن ينتبه قادة العالم للتحضير الجيد لعقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة، لكي يجلس الجميع علي مائدة واحدة لتبادل المعلومات والأفكار لإيجاد استراتيجية دولية شاملة لمكافحة الإرهاب بكافة أنواعه وأشكاله، والعمل علي تجفيف منابعه المادية والفكرية لأنه في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح وحتي نقضي علي الإرهاب من جذوره لابد أن نسلك الطريق السليم، وإلا فإن نار الإرهاب سوف تطول الجميع دون استثناء.. فيا عقلاء العالم انفضوا غبار الماضي عنكم واجلسوا سويا من أجل كلمة سواء لحماية البشرية من التفكك والانهيار.