آخر ساعة
زكريا أبو حرام
ضد التيار .. ليس دفاعا عن الأزهر
ليس دفاعا عن الأزهر، فللأزهر علماؤه، الذين يحمونه، ويذودون عنه، ويدافعون عنه، عندما يتعرض لأي اتهام من جاهل أو حاقد، أو مدعي المعرفة، وفي الآونة الأخيرة، قامت حملة شرسة في العديد من وسائل الإعلام، بتوجيه الاتهام للأزهر، وأصبح هذا الاتهام حديث الصباح والمساء، بأن مناهجه وتعاليمه وأفكاره، هي التي أفرزت الطلاب المتورطين في قضية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، بل وزادوا بأن كل ما يعانيه العالم الآن من عنف وقتل باسم الدين يحدث بسبب الأزهر وتقاعسه عن المواجهة، وهو في رأيي المتواضع، اتهام ظالم، لا أقول كم عدد هؤلاء الطلاب، الذين فصلهم الأزهر، - وهم بالمناسبة، أربعة فقط، من طلاب الأزهر، من بين ثمانية وأربعين، قيل إنهم متورطون في الحادث - مقارنة بعدد طلابه وخرِّيجيه، الذين صار بعضهم علماء يُشار لهم بالبنان، علماء يملأ علمهم معظم البلدان العربية والإسلامية، بلدان تعرف قيمة الأزهر وعلمائه، وإنما أسأل هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورة الأزهر بأي وسيلة، هل معني انحراف أو فساد فرد أو مجموعة، في أي تيار أو مهنة، يعني انحراف وفساد التيار نفسه، أو المهنة نفسها، وأنه لا بد من مراجعة مناهج الطب مثلا، لو كان المنحرف أو الفاسد طبيبا، أو مراجعة المناهج التي تدرّس في كليات الحقوق، لو كان المنحرف أو الفاسد محاميا أو قاضيا، وهكذا في كل المجالات، الأزهر ،كما يؤكد علماؤه أنفسهم، علي مر تاريخه الطويل قام بتشكيل وجدان الشعب المصري بكل أطيافه، والأزهر هو الذراع المصرية القوية وله رصيد عظيم في قلوب المصريين وغير المصريين، في جميع البلاد التي تعلم أبناؤها في كلياته، ونهلوا من علمه، مرة أخري أقول ليس دفاعا عن الأزهر، فالأزهر منارة العلم، ومنهجه العلمي صمام الأمان والحصن الحصين من أي فكر متطرف أو شاذ، ومهما حاول المغرضون استدعاء مفردات مهجورة في المناهج الدراسية، التي تم استبعادها منذ زمن بعيد، لن ينال ذلك من قيمة الازهر وعلماؤه وشيخه الجليل، وأكرر للأزهر علماؤه، الذين يحمونه، ويذودون عنه، ويدافعون عنه، عندما يتعرض لأي اتهام من جاهل أو حاقد، أو مدعي المعرفة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف