المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. "مش قوي كده" !!
أغرب تصريح سمعته حتي الآن حول حادث اختطاف الطائرة المصرية أمس الأول صدر الليلة الماضية عن أحد الأشخاص ممن يطلقون علي أنفسهم خبراء في الأمن ومكافحة الإرهاب. قال "الخبير الأمني" في تصريحه لأحد البرامج بقناة فضائية خاصة: إن حادث اختطاف الطائرة المصرية عملية مخابراتية ضد الدولة المصرية بهدف إحراجنا أمام العالم..!!!
"مش قوي كده" يا سيادة الخبير .. العالم كله تقريباً شاهد وتابع تطور أحداث الواقعة منذ بدايتها وحتي انتهت بسلام والحمد لله. ولم يتطرق أحد ـ سواء أكان مسئولاً أو غير مسئول ـ إلي كون الحادث له علاقة بأية عملية مخابراتية. ولكن يبدو أنك لكي تكون خبيراً أمنياً أو استراتيجياً يجب أن تنسب أية واقعة أو حادثة إلي المؤامرات المخابراتية!!
وعلي الرغم من كثرة التحليلات والرؤي التي تناولت الحادث في وسائل الإعلام المصرية إلا أن معظم هذه التحليلات اتفقت علي أن الجانب المصري ابتداء من رأس الدولة وحتي أصغر مسئول تعامل مع الأزمة بحرفية ومسئولية راعت في الوقت نفسه اتفاقيات السلامة الدولية في مجال الطيران المدني حفاظاً علي أرواح الركاب وسلامة الطائرة وطاقمها. ومنها مراعاة احتمال أن يكون تهديد الخاطف جاداً ولو بنسبة واحد في المائة.
اللافت للانتباه والمثير للتساؤل هو كيف تمكن هذا المختطف من المرور بحزام فارغ يشبه حزام ملابس الحج من إجراءات التفتيش ؟ ألم يلفت هذا الحزام انتباه مسئولي التفتيش أثناء القيام بواجبهم ؟ وكيف استطاع دخول الحمام بعد مروره من بوابات التفتيش وحشو الحزام بالقطن ليبدو وكأنه حزام ناسف؟ وكيف كان سيصبح الوضع إذا اتفق هذا المختطف أو راكب آخر غيره مع أحد الخونة الذين من المحتمل تواجدهم داخل المطار علي تسريب مادة أخري بخلاف القطن ليخرج بها مباشرة من الحمام إلي الطائرة؟
عموماً الأزمة انتهت. وهناك لجنة أزمة ما زالت تعمل لدراسة الواقعة برمتها والخروج بالدروس المستفادة لمنع تكرارها. ونتمني أن تكون اللجنة جادة في الاستفادة من الحادث لعلمي بوجود بعض نواحي القصور ليس في المجال الأمني ولكن في مجالات أخري بمطار برج العرب تصب في النهاية في التأثير علي المجال الأمني.
***
* القضية الأخطر الآن هي الحديث الذي أدلي به باولو جينتيلوني وزير الخارجية الإيطالي لصحيفة " لا كورييري ديلا سيرا" الإيطالية والذي يهدد فيه بتصعيد الأمور مع مصر قد تصل إلي حد فرض عقوبات بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي إذا لم تبد القاهرة جدية وتعاوناً أكبر في حادث مقتل الباحث الإيطالي ريجيني.
الوضع يسير للأسوأ. وستكون عواقبه خطيرة إذا لم يظهر وزير الخارجية الإيطالي نفسه ليعلن عكس كلامه هذا بناء علي مد الجانب الإيطالي برواية حقيقية ومنطقية قابلة للتصديق بعيداً عن توقعات وتكهنات وسائل الإعلام المصرية التي بدت في الآونة الأخيرة ـ مع الأسف ـ سبب معظم المصائب محلياً أو دولياً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف