التحرير
محمد نجاتى
رز كتير كفتة قليل
تخيل إنك دخلت محل كباب و كفتة... واخترت أغلي طبق فى المنيو... ومتوقع إنك هتلاقي طبق كبير مليان كفتة ولحمة وكباب وطرب... فتلاقي اللى نزلّك فى الطبق رز كتير وحتة كفتة صغيرة... هو ده اللى بيحصل فى معظم الشغل فى مصر اليومين دول... باستثناء "الفلتات" اللى ربنا كرمهم.

خلينا نبدأ بالسياحة.. السياحة فى مصر بقالها ٥ سنين بعافية.. والمدن السياحية زى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان ومَرسى عَلَم، حدّث ولا حرج.. نسبة الإشغال لما بتوصل ١٠٪‏ بيبقى تمام وفنادق كتير بتقفل.. فالناس اللى شغالة فى السياحة فى المدن دى بتروح الشغل كل يوم وبيتعبوا جدا، وسواء أصحاب الفنادق أو المحلات بيطلع فى طبق فيه "رز كتير كفتة قليل".
الاستيراد "اتهربد" جامد الفترة اللى فاتت باستثناء الحاجات الأساسية صعب جدا تستورد حاجة بالذات لو هى "حاجة رفاهية" فالمستوردون بيروحوا المكاتب يحاولوا يدخلوا الحاجة والحاجة لما بتخش بتبقى غالية جدا فبيبقى بيعها صعب ولو حاجة ليها "تاريخ انتهاء" بتبقى أصعب كمان علشان الوقت، فاللى شغّال فى الاستيراد برضه ضمن قائمة "رز كتير كفتة قليل".
المشروعات الصغيرة زى المطاعم والمحلات الصغيرة، المصاريف غليت عليها جدا سواء إيجارات أو كهرباء أو مياه أو مرتبات (علشان الحياة غليت على الكل) والخامات أو البضاعة غليت فاللى جاى بقى خير لو بقى "على قد الرايح" باستثناء شوية حاجات بسيطة اللى هى فاتحة فى حتت لوحدها من غير منافسة أو عندها هامش ربح عالى فالمشاريع الصغيرة برضه بقت "رز كتير كفتة قليل".
نروح للفئة الكبيرة اللى هم الموظفين الشغالين فى شركات، باستثناء "الناس الكبيرة" معظم الناس بيطلع عينهم فى شغلانة أو اتنين بتلاقى "الجاى على قد الرايح" ما بين فواتير وأكل ومواصلات أو بنزين بتلاقى المرتب بيتبخر وتيجى من يوم ٢٥ تمشى بورقة بمية جنيه خايف تفكّها فبتحاول تمشّى حالك لحد ما العداد يلف، فده برضه بيخلى الموظفين بياكلوا "رز كتير كفتة قليل".
إحنا بنسعى وبنشتغل، وكل واحد شايف التانى شغّال، ولما حد يشوف مطعم مليان يفتكر صاحبه "متريش" رغم إن المناظر مش مقياس خالص، مش أى حاجة شغالة بتكسب
وده ينطبق على المحلات والسينمات والمسارح، اللى بيكسب هو اللى بيعمل حاجة مختلفة وأساسية وملوش منافس واللى بيكسب أوى هو اللى مش باين خالص، اللى بيتاجر فى حاجات أساسية إنت بتستعملها وبتكسّبه من غير ما تاخد بالك زى "وشوش النور، وأستك البوكسر، والمعطر بتاع العربية" طبعًا الكلام ده مش بيشمل المصانع
والشركات الكبيرة أوى دول والمؤسسات الكبيرة ممكن يخشوا نفس المطعم اللى دخلناه فالأول ياكلوا "ميكس جريل" من غير رز ومايحاسبوش أصلا، وصاحب المحل يفرح لمجرد إنهم موجودين، بس أنا خايف إننا فى يوم من الأيام نروح نفس المحل اللى فى أول القصة يجيلنا الطبق "رز كتير كفتة مفيش".
يا رب كتر كفتتنا وعلى أد نيتنا إدينا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف