الأخبار
محمد الشماع
قريباً من السياسة .. إعلان نوايا وليس بياناً
كنت اتمني أن يكون بيان حكومة المهندس شريف اسماعيل اكثر تحديدا من العبارات الانشائية والخطوط العريضة دون اية تفاصيل محددة أو مفيدة، ويفتقد الارقام والاحصائيات وما نطمح إلي تحقيقه وفقا لجداول زمنية محددة في جميع قضايا العمل الوطني.

كنت أتمني أن تكون أول قضية هي قضية البطالة، أو اعادة توزيع الدخل القومي وحسن ادارة موارد الدولة وكيفية ازالة الفروق الشاسعة والتفاوت الكبير بين اجر الوظيفة الواحدة. فمرتب مهندس في قطاع البترول يعادل اضعاف اضعاف مرتب زميله في وزارة القوي العاملة أو الصحة أو الداخلية فتحقيق المساواة في مرتب الوظيفة الواحدة يحقق الرضا النفسي ويدفع الجميع للعمل والانتاج ويحقق زيادته وجودته وهو ما يحقق انطلاقة اقتصادية تعود نتائجها علي المجتمع باكمله.

كنت اتمني أن تكون للحكومة سياسات جديدة في مواجهة المخالفات القانونية التي تعتمد علي توقيع العقوبة فقط، فإذا تغير الحال واصبح ثمن متر الارض الصحراوي أقل من الزراعي سيتوقف المواطنون مباشرة عن تبوير الارض الزراعية، فمزايا البناء علي الارض الصحراوية كثيرة وهي افضل الف مرة من البناء علي الارض الطينية، لكن الحكومة تنظر هذه النظرة الضيقة للارض الصحراوية باعتبارها مصدرا سريعا وسهلا ليحقق السيولة النقدية للحكومة فتظل المشكلة علي ما هي عليه وسيستمر الزحف علي الاراضي الزراعية، ثم تتراجع الحكومة وتقدم لها المرافق تحت ضغط الامر الواقع.

اتمني ان تعتبر الحكومة بيانها مجرد منطلق واعلان نوايا يحتاج إلي دراسة عميقة تحقق النتائج المرجوة منه، بدلا من الاكتفاء باعداد تعديلات علي بيانات الحكومات السابقة والسير علي نفس الطريق الخطأ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف