الجمهورية
منى نشأت
بعينيك .. خطـــر علي الأمــن
27 سنة هي عمرها.. قضت منها أربع سنوات تتردد علي المحاكم بحثا عن حل. مها تزوجت بعد تخرجها وعام من العمل ووصل العريس الذي وعد بحياة وردية.. مع رجاء بترك الشغل وكعادة الرجال يغلفون غير المنطقي بالأوهام ويربطونه بشريط ناعم من الوعود ولأن السن صغيرة لم تتفهم الفتاة ان العمل هو الأمان من غدر زمان أو زوج.
لو سمعت منها لن تصدق ان هذا الزمان مازال يحمل بنات بهذه البراءة.. سنة خطوبة وكم من البشر يجيد أداء التمثيل لشهور والدور البارع أدي لزواج واطمئنان وحمل بعد حمل وأطفال.. ثم بدأ ظهور التغيرات أو العودة للأصل الزوج يفسد العلاقة بين الزوجة وأمها حتي يحرم الصغيرة حتي من سماع النصيحة. ثم يكمل بأختها فيحاول الإيقاع بطرق أدني كثيرا من كم حب تربت عليه الشقيقتان وتأتي اهانات وانتقاصات من قدر الأب.. ليتضح الوجه الثاني للزوج وبدأت سلسلة الاعتداءات علي الشريكة نفسها.. الأطفال يشهدون تحقيرا للأم.. التي لم تحتمل اهانات ومعها تهديدات.. طلبت حياة هادئة أو انفصالا بالحسني.
ولأن هناك "خلعا" يستحل فيه الرجل استرجاع ما أعطي يترك الرجال الزوجات دون طلاق يكلفهم.. ولأنه مازالت توجد زوجات يحرصن ألا يشب الأبناء علي معني الأب المخلوع.. رأت ان الطلاق هو الأكرم وتبقي مها سنوات لا محكمة تحكم ولا قاض ينطق ولا نفقة تسدد.. ولا مصاريف مدارس تدفع فإن قالت يكفيني حضن أولادي.. شغلها بقضية اسقاط حضانة يعرف ان القضاء البطيء لن يبت فيها بالبطلان لتظل هي تعيش القلق والخوف.
هل نعيش في دولة لا تعبأ بأولادها شبابها وأطفالها.. كيف يتصور إنسان حال صغار كل ما يصل لأذانهم كلمات قانون وقضاء وكل فسحتهم زيارة محام.
اننا بين جيل يتحول إلي أطفال شوارع بسبب ضياع الأسرة.. أو إلي ما يقاربهم من تشتت وضياع وان ضمتهم بيوت لها جدران وليس فيها أمان.
العدل البطيء ظلم.. يمس أمن البلد في صغارها وشبابها.
حالة استغناء
أضحك كثيرا كلما سمعت كلمات تصف الحبيب بوصف "حتة مني" بل ويتحول لاسم أغنية تقول "لانك حتة مني باحبك غصب عني".. وهذه أخري "عايزك جنبي لأنك حتة مني" والأدهي "مهما غبت لازم ترجع لأنك حتة مني".
في حين ان الواقع غير ذالك.. حين توجعنا اجزاء منا نستغني عنها.. ولا شيء يضطرك غصب عنك لتحمل وحب ما يؤلمك.. ومصيبة لو كانت كل "حتة منا" لازم ترجع لمجرد أنها جزء منا.
وها آنذا أتحسس وجهي بعد أن عاد لقواعده سالما وكنت أعاني التهابا أدي لانتفاخ.. والحمد لله خلعت ضرسي الذي أصناني وسهرني الليل وتورمت علي اثره خدودي.
وأقر بأني منذ نخرت فيه "سوسة" وبدأ في ايذائي لم أكن له أي حب ومن فرط تنكيله بي قررت ألا أزرع له بديلا.. واريته التراب ولا أتمني له عودة مع انه.. حتة مني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف