بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. وزير يرفع أسهم حكومة
في أول اختبار حقيقي لحكومة المهندس شريف إسماعيل نجح وزير الطيران المدني شريف فتحي في رفع أسهم الحكومة خاصة بعد التعديل الوزاري الأخير الذي أصاب كثيراً من المصريين بالإحباط. فقد جاء أداء الوزير طوال ساعات الأزمة قوياً وكانت كل عباراته محسوبة ودقيقة وتجسد الشعور بالمسئولية وتحمل كل معاني الوطنية.
نجاح وزير الطيران المدني في إدارة الأزمة بهذا القدر الكبير من الكفاءة يعيد لنا الثقة في أنفسنا ويؤكد ان مصر تزخر بالكفاءات في مختلف المجالات ومن واجب رئيس الحكومة ومن حوله من المستشارين ألا يتوقفوا عن البحث عن وزراء جدد لوزارات كثيرة يؤكد الخبراء والجماهير ان القائمين عليها الآن لا يؤدون كما ينبغي. وليس لهم بصمات. ولا يستطيعون الأداء بالكفاءة المطلوبة في ظل الظروف التي تعيشها مصر والتحديات الخطيرة التي تواجهها داخلياً وخارجياً.
***
ليس عيباً ان نكتشف ان مسئولاً ما. في مكان ما. غير جدير بالموقع الذي يشغله. لكن العيب كل العيب ان نتركه يعبث ويهدر المال العام. ويضيع علينا فرصة الاصلاح السريع. وهذا الأمر موجود للأسف في مواقع كثيرة حكومية وغير حكومية حيث تم اختيار عناصر قيادية دون المستوي المطلوب ولم تفكر الدولة في تغييرهم رغم مرور سنوات علي توليهم المسئولية وثبوت عدم جدارتهم بتلك المواقع الأمر الذي يصيب الناس بالاحباط ويفقدهم الثقة في الاصلاح الذي ينتظره جميع المصريين.
كم أهدرت في مصر في عهود سابقة أموال طائلة في وزارات ومؤسسات كثيرة بسبب عدم كفاءة من يديرها. وكم عاندت الدولة وتركت هؤلاء المسئولين يتولون القيادة رغم مطالبة الخبراء والجماهير بتغييرهم. ورغم تواضع السيرة الذاتية الخاصة بهم. وهذا العبث الاداري ينبغي ان يختفي من حياتنا إلي غير رجعة فلم يعد لدينا مال عام يكفي احتياجاتنا الأساسية لكي نهدره. ولم يعد لدينا الوقت والجهد والصبر الذي نستنفده مع قيادات ليست جديرة بالمسئولية ولا تستطيع ان تقدم جديداً للعمل الوطني في مصر.
***
مصر في أمس الحاجة الآن إلي قيادات تحمل صفة "مقاتل" قيادات قادرة علي القيادة فعلاً. وقادرة علي فرض ارادتها في الأماكن التي تعمل فيها. ولا تكون الطبطبة وسيلتها الأساسية في التغطية علي الأخطاء وفي تبرير الفشل ليبقي الحال في هذه المواقع علي ما هو عليه. ويدفع الشعب المصري المطحون والذي ينتظر تغييراً حقيقياً علي أرض الوطن الثمن باهظاً رغم انه غير مسئول عن سوء الاختيار.
مصر في حاجة إلي حركة تطهير في مختلف المؤسسات الحكومية ليكون البقاء في المواقع الادارية للأكفأ بصرف النظر عن سنه وعدم توصية أحد من أصحاب أهل الثقة عليه.
مصر في أمس الحاجة إلي حركة تطهير في الشرطة بعد ان ثبت ان بعض القيادات تعمل بالمنطق والمفهوم القديم للأمن والذي عفا عليه الزمن.. مصر في حاجة إلي حركة تطهير في الإعلام بعد ان ابتلينا بأشخاص يعتقدون ان الصوت العالي والجعجعة والتهديد والاسفاف هي الأدوات المطلوبة في الإعلامي الشجاع الذي تريده الجماهير..مجلس النواب لا يزال في حاجة إلي تطهير. والأمر لا يقف عند التخلص من نائب مزعج مع أول خطأ يرتكبه. بل هناك عناصر برلمانية تحتاج إلي ما يردعها ويجعلها تعي قيمة القبة التي تجلس تحتها وتحترم ارادة الجماهير التي انتخبتها وحملتها إلي أقدم وأشهر برلمان عربي.
***
لا ينبغي أبداً ترك شخص مهما كان اسمه أو رصيده من البلطجة الفكرية أو الثقافية أو الإعلامية يهدد الأمن والسلم الاجتماعي للمصريين.. وهنا لابد ان نعترف بأن في مصر كثير من البلطجية ومدمني الجعجعة في عالم السياسة والإعلام وأدعياء الفكر والثقافة الذين أفسدوا حياتنا بما يرددون من أفكار شاذة وإسفاف غير مسبوق في التعامل مع مؤسسات الدولة الناعمة التي تضيف رصيداً علمياً وفكرياً وثقافياً هائلاً كما هو الحال مع الأزهر الذي تركته الدولة وحيداً في مواجهة إسفاف وبلطجة بعض الإعلاميين من أمثال إبراهيم عيسي ويوسف الحسيني ومن علي شاكلتهم.
***
مصر في أمس الحاجة إلي قيادات جديدة قادرة علي العطاء والأداء بكفاءة واقتدار في مختلف مواقع العمل. ولابد من اختيار القيادات علي اسس جديدة بعيداً عن المجاملات والتجارب الفاشلة فمصر لم تعد تحتمل ان تظل حقل تجارب لقيادات متواضعة المواهب تعمل بمنطق الموظفين الذين يريدون السير إلي جانب الحيط حتي لا يراهم ولا يشعر بهم أحد حتي يخرجوا من مناصبهم الكبيرة التي حملها لهم القدر دون ان يكون لهم قدرة علي تحمل أعبائها.
مصر في حاجة إلي قيادات مقاتلة تعمل بوعي وفكر وإصرار علي النجاح رغم كل التحديات.