محمد فتحى
في العضل .. إدارة الأزمة وإدارة الجهل وأنا وأنت !!
حاجة حلوة(1)
تطبيق مهم ومحترم أطلقته وزارة الاتصالات بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي لذوي القدرات الخاصة، ليمكنهم من تحديد الأماكن التي يريدون الذهاب إليها علي الهواتف الذكية..
جهد مهم ومحترم، والأكثر أهمية واحتراماً، أن تحترم (الدولة) ذوي القدرات بتطبيق (الأكواد) الخاصة بهم في الحياة، من رصيف مناسب، وطريق ممهد، ووظائف ملائمة، وحقوق لا يتسولوها..
مبروك التطبيق الالكتروني، وفي انتظار التطبيق الواقعي
(2) أزمات والذي منه
"مرة واحد قال لك ماعندناش إدارة أزمة وهو عنده جوة".. ليست نكتة. حادثة الطائرة المختطفة بكل ما فيها من تفاصيل أثبتت أن (الدولة) المصرية تستطيع إدارة الأزمة بشكل محترم ومحترف. شكل يجعلك تتساءل : "لماذا لم تدر أزمة ريجيني وأزمات أخري بنفس طريقة أزمة الطائرة" ؟؟، ومع ذلك دعونا ننظر لنصف الكوب الممتلئ. نعم نستطيع، ونعم (نحاول) التعلم من أخطائنا، وأهم ما في إدارة هذه الأزمة كان (إثبات) أن الخاطف لم يحمل حزاماً ناسفاً، وأنه خضع لتفتيش دقيق، وبالتالي، هناك رد اعتبار ها هنا للخدمات الأمنية الموجودة في المطارات بمن فيهم أمناء الشرطة والعساكر الذين يظلمون في مواقف أخري، أو نجلدهم في أوقات الخطأ، وها هي فرصة لنشكرهم، صحيح لا شكر علي واجب، لكن حدثني عن المصيبة الناتجة عن عدم عرض فيديو تفتيش الرجل بشكل سريع، والشائعات التي كانت ستلبسنا جميعاً في (الحيط)..
شابوووه علي ثاني إدارة أزمة بشكل صحيح في عهد السيسي بعد أزمة ذبح المصريين في ليبيا، واللهم ابعد عنا الأزمات، وارزقنا حسن إدارتها عشان احنا غلابة والنبي يا رب والبلد مش ناقصة (هبل) !!
(3) ربنا لا تؤاخذنا بما فعلوا
تخيل أننا مضطرون للحديث مرة أخري عن (حذاء ميسي) لأن نائباً برلمانياً مشكوكا في صلاحياته الطبية ونجح بفضل قناته التي دفع فلوسها من التجارة في الأعشاب ظهر ليرفع حذاءه في وجه المشاهدين مخاطباً ميسي بأنه سيتبرع بحذائه لفقراء الأرجنتين وكأنه يهينه.
هذه لحظة من اللحظات النادرة التي ستجد لسانك فيها يلهث بتمتمات تلعن اليوم الذي جعل مثلهم إعلاميين وهما بهذه الدرجة من الضحالة والركاكة التي قد تفتعل أزمة لمجرد أن غدة (الحنجورية) عند كل منهما غلبت أي صلاحيات إعلامية للدرجة التي تجعلنا نتساءل لماذا لا توجد وظيفة يدار بها جهل كثيرين ممن يظهرون علينا في وسائل الإعلام، ولماذا هذه الرغبة المحمومة عند (أنصاف) و(أرباع) و(أعشار )، بل وأشباه (المذيعين) لأخذ مكان ومكانة (العكش) في الإعلام وكأن الخرابة ناقصة عفاريت !!
تخيل أن مثل هذه الأفعال في لحظة من اللحظات قد تجعلنا بصدد أزمة دبلوماسية أو أضحوكة في العالم مثلما حدث مع سابقيهم..
تخيل أن هؤلاء، بمؤهلاتهم الإعلامية الضحلة والركيكة والقائمة علي (علاقات) أو (فواتير معنوية) أو رغبة في لفت النظر، مع مرور الوقت يصبح لهم جمهور من الهستيريين، وينضم لناديهم من يشبههم، لننام ونستيقظ ذات يوم علي نسخ من هؤلاء نتعامل معهم في كل مكان لأن هذه المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له....
تخيل لو أن هناك لجنة ما أو جهة ما أو أي حاجة ما لتقييم المذيعين الذين يطلون علينا تقييماً علمياً مهنياً فأين مكان هؤلاء (حفظكم الله).. أعتقد أنك تخيلت.. وربنا يسامح اللي كان السبب.
(4) جنينة الدولة
هل تصريح هشام جنينة حول الفساد هو الذي أعفاه من منصبه ؟؟
بمعني آخر.. هل لو كان هشام جنينة (حط لسانه ف بقه) كما يقولون، كان سيكمل في منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات ؟؟
الفساد موجود، ولو كان الأمر له علاقة بـ(الأفورة) التي اتهم بها التقرير (هشام جنينة) وتقريره، لمر الأمر، لكن كرة الثلج ظلت تكبر، رغم وعد (جنينة) نفسه بأن يرد علي تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الرئاسة، ومع ذلك لم يفعل...
الفساد موجود، وربما هو أكبر مما ذكره جنينة وليس أقل، لكن إعفاء (جنينة) كان عن (مجمل أعماله)..
لو سألتني، لا أتمني (البهدلة) لهذا الرجل، ولا أتمني أكثر من أن تثبت الدولة بالدليل الدامغ أنها تحارب جنينة الفساد بنفس قوة محاربتها لهشام جنينة.