الوفد
مصطفى شفيق
من قلبى .. الرهان على محبة الرئيس
حكومة الدكتور شريف اسماعيل لا تلقى بالا للدستور ... تعمل فى واد والدستور فى واد آخر ... فما ألقاه رئيس الوزراء أمام البرلمان الأحد الماضى مجرد بيان ... وليس برنامجا للحكومة ... والدستور نص فى مادته 146 على أن رئيس الجمهورية يكلف رئيسا لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب ... برنامج وليس بياناً مختصراً ... والفارق بين البيان والبرنامج كبير ... وهو السر وراء النقاشات الحادة حول كلام شريف ... فالبيان حديث فى الرؤى والآمال والتطلعات ... فى الخطوط العامة ... فى السياسات لا الاجراءات ... فيما تقدر عليه الحكومة وليس فيما يأمله الشعب ... أما البرنامج فيتحدث فى خطوات محددة ... فى زمن معلوم ومراحل لحل كل مشكلة ... ورغم طغيان حادث الطائرة المخطوفة ... والتى حصلت على لقب المحررة على نقاشات وسائل الإعلام خلال اليومين الأخيرين ... إلا أن الحادث قد غادرنا بحلوه ومره وبقيت الحكومة لنا ... وبيانها الذى سمعناه ... برنامجها الذى لا نعرفه... لأنه ببساطة تكلم فى عموميات ... أما المسائل التى تهم الشارع فلم يمسسها رئيس الحكومة ... وما ألقاه الدكتور شريف أمام البرلمان لا يحمل للمطحونين أى أمل ... ولا يقدم حلولا لمشكلاتهم ... ولا يخفف عنهم أعباء الحياة ... ويزيد على ذلك أنه أطفأ الأمل فى عيون الفقراء والمطحونين ... ففى بيانه تحدث مرتين عن القرارات الصعبة ... والاجراءات الواجب اتباعها ... هذه المصطلحات ذات رائحة تاريخية كريهة على الناس ... هى كلمات مكررة رددتها حكومات الوطنى وساءت بها أحوال الناس ... كل القرارات الصعبة ... والاجراءات الضرورية كانت ضد الناس ... ولصالح أقلية ... ولم يحصل المواطن على ثمرة واحدة من ثمار الاجراءات الصعبة ... وفى ظل مثل هذه الكلمات رفعت كل الحكومات أسعار كل شيء... وإن صح ما يقال إن شريف قدم برنامجاً تفصيلياً مكتوباً للبرلمان غير البيان الذى ألقاه ... فذلك أدعى لرفض الحكومة ... لأن البيان الذى ألقاه رئيس الحكومة لم يذع للناس إلا بعد تنقيحه ... وتنقيته من ثمن تمريره ... وهذه الحكومة لن تسير أمور مجلس النواب ... لكنها تسير أمور المصريين ... وتقديم البرنامج للمجلس كاملاً إلزام دستورى ... وإذاعته على الشعب إلزام سياسى ... وتوافق الحكومة مع الشعب أهم من اتفاقها مع النواب ... لأنه عندما يغضب الجياع لايبقون على حكومة ولا مجلس.

باختصار بيان إسماعيل يعنى مزيدا من التخلى عن محدودى الدخل ... ويراهن على شعبية الرئيس السيسى ... وهو رهان خاسر ... فالبطون الخاوية لا ينفع معها رهان العشق والمحبة ... خاصة أن القرارات الصعبة التى تحدث عنها رئيس الوزراء تسير عكس اتجاه الرئيس ... أو هكذا تبدو ... وعلى حكومة إسماعيل أن تسعى جاهدة لنيل ثقة رجل الشارع ... لأنها إذا فقدت ثقة الشعب لن تنفعها محبة الرئيس ... ولا ثقة النواب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف