عبد الرحمن فهمى
داسيلفا. . ملك بلا تاج! 1938 ميستنجيت.. والشباب الدائم
في ليلة من ليالي بطولة كأس العالم التي أقيمت في باريس عام 1938 أمضي ليونيداس داسيلفا متوسط هجوم فريق البرازيل الدولي لكرة القدم سهرته في مسرح "الفولي برجير" الشهير.. وبعد انتهاء العرض ذهب النجم الذي كانت تطارده حسناوات باريس ويحسده رجالها إلي غرفة نجمة "الفولي برجير" ليهنئها علي عرضها الفني الممتاز.. وكانت ميستنجيت من أجمل فنانات فرنسا وأكثرهن أناقة وأوسعهن شهرة وكانت معروفة بأن الزمن لا يؤثر فيها وأنها "شباب علي طول"!
وفي الغرفة المزدحمة بالمعجبين والمعجبات سرق داسيلفا الكاميرا من ميستنجيت و"أكل منها الجو"!!
واتجهت إليه كل الأنظار.. ونسي الناس النجمة الشهيرة إلي حد أنها تركت الغرفة بحجة.. تغيير ملابسها وكان داسيلفا يستحق كل ذلك.
فقد سبقته شهرته إلي فرنسا.. فهو "جنتلمان" وسيم إلي حد الجمال.. مرح.. شيق الحديث.. وأحسن لاعب كرة قدم في ذلك الوقت!!
وكان لا ينضم إلي ناد إلا فاز النادي ببطولة الدوري.. ولذلك أطلقوا عليه "الماسة السوداء".
الهداف!
وبدأ هداف كأس 1938 أهدافه في مباراة ضد بولندا بهدف من 25 ياردة وحتي نصف الوقت كان قد سجل ثلاثة أهداف وفي الشوط الثاني هطل المطر ليضايق البرازيليين الذين اعتادوا علي الملاعب الصلبة السريعة.. واستغل البولنديون الموقف ليسجلوا هدفين ولينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 4/.4
وفي الوقت الإضافي سجل داسيلفا هدفا وبكعبه مرر الكرة لزميله روميو ليسجل الهدف السادس.. وحملت الجماهير ليونيداس علي الأكتاف بعد أن قدم لها ما أمتعها وأثارها وأشبعها.
ومن فرط حماسة الجماهير وتحيتهم بكي داسيلفا في غرفة الملابس وهو يردد في ذهول "الناس.. الناس"!
معبود باريس.. والخطأ الكبير!
وأطلقت عليه الناس "معبود باريس" وأقبلت الآلاف وعلي رأسها ميستنجيت وفتيات الفولي برجير ليشهدوا داسيلفا وهو يسحق التشيك في دور الثمانية.. وفوجئت الجماهير في الدور قبل النهائي بفريق البرازيل وهو يلاعب إيطاليا بدون "ماسته السوداء" أعفاه المسئولون من "مباراة سهلة" في نظرهم ليستريح ويستعد لمباراة الدور النهائي.. وبقدر ما حزنت الجماهير.. وفرحت إيطاليا.. وفازت ودفع المسئولون ثمن الخطأ الكبير الذي أثبت أن البرازيل بدون "الملك" عبارة عن فريق آخر والذي أثبت أن تصرفات الإداريين في بعض الأحيان تهجر المعقول إلي اللامعقول فتتحول انتصارات فرقها المثيرة الأكيدة.. إلي هزائم مريرة أكيدة.. فلا يبقي سوي الندم والحسرة لفترات مديدة.. وتكسب الكرة عبرا ودروسا مفيدة! وفازت إيطاليا 2/1 لتدخل الدور النهائي وتفوز بالكأس.. للمرة الثانية علي التوالي! وقنعت البرازيل عامها بالمركز الثالث بفضل جهود داسيلفا الذي سجل هدفي الفوز في المرمي السويد في مباراة تحديد الفائز الثالث والرابع وهو يبكي فرصة العمر التي ولت!
فرصة تتويج جهوده
بكأس العالم الذهبية!
وودعته الآلاف في مطار باريس ولوحوا له بأعلام كتبوا عليها "إلي اللقاء.. يا ملك كأس العالم"!