المساء
اسماعيل عيد
همزة وصل-جروح التعليم في مصر
يبدو أن منظومة التعليم في مصر لن تتغير ويبقي الوضع كما هو عليه منذ أعوام مضت ربما يأتي جيل يضع يده علي الجروح ويقوم بإصلاحات شاملة لمنظومة التعليم بعد أن أصبحنا حقل تجارب لكل وزير يتولي حقيبة الوزارة فيخرج علي الشعب مؤكدا أن لديه حلولا لتطوير التعليم بمصر ويفشل في تحقيق الأهداف التي تولي الوزارة من أجلها وكل وزير يأتي يريد وضع صورته في برواز ثم يمحي صورة من قبله لأنه ينظر إلي التعليم بنظرة فوقية بالاجتماع مع المستشارين والخبراء الذين يعقدون جلسات علي مدار العام دون حلول جذرية أو علاج مما يتسبب في جيل ضحية لا نعرف ملامحه وتنهار القيم وتفسد الأخلاق ويفقد الانتماء ولكن نريد وزيرا يضع خطة استراتيجية علي مدي عشرين عاما مثلا تكون واضحة وتقرها الدولة حتي إذا تغير وزير يأتي من بعده آخر لاستكمال هذه الخطة وبدلا من الاجتماع مع الخبراء والمستشارين بالتعليم الذي لا يثمر عن شيء سوي وقوفنا محلك سر والحل الجذري يأتي بلقاء الوزير والخبراء بالتعليم بالطلاب والتلاميذ وأولياء الأمور والمدرسين وهنا يتم تكوين رؤية شاملة عن كيفية اصلاح استراتيجية منظومة التعليم.
كما تصيبني الدهشة لماذا يكون الكتاب الخارجي هو بطل العملية التعليمية وتهدر ملايين الجنيهات علي كتب الوزارة ولم يستخدمها الطلاب لماذا لا توفر الوزارة هذه الأموال بالتعاقد مع الكتاب الخارجي ليكون البديل أما عن الدروس الخصوصية التي فشل الوزير في حلها وكل من كان قبله فلابد أن تجرم وبتغليظ العقوبات حتي لا يفكر كائن من كان الإقدام علي الدروس الخصوصية التي ترسخت في عقول التلاميذ وأولياء الأمور حيث التلاميذ يتوجهون للمدارس بحمل حقائبهم وتضييع أوقاتهم دون تحصيل العلم لأنهم يؤدون واجبا دون فهم أو معرفة.. فلابد من الخروج من الصندوق الأسود ونتحرك في الاطار الذي نادي به الرئيس السيسي حينما طلب نقل منظومة التعليم اليابانية والكورية لمصر حتي نفكر ونبدع من عقول وأفكار الطلاب مستقبل هذه الأمة وعلينا أن نبحث عما يجذب الطلاب للمدرسة من خلال المدرس الجيد المتطور الذي يشبع الطلاب بعلمه حتي لا يفكر الطالب في الحصول علي درس خصوصي ويخرج من المدرسة فاهما الدروس في ظل المتغيرات ومعطيات العصر المذهل من التكنولوجيا وعصر الكمبيوتر والإنترنت وغيرها من الوسائل التي لها أهميتها يجب أن نحمي ابناءنا من تغلغل الثقافات والأفكار الغريبة عن طبيعة مجتمعنا حتي لا يؤدي إلي انسياق الطلاب للتأثر بهذه التيارات الفكرية والاختلافات القيمية دونما التمسك بأبعاد هويتنا المصرية ولابد من مراعاة البعد الديني والترابط الأسري والانتماء والولاء للوطن وأن تتضافر كل المؤسسات مع وزارة التعليم في تشجيع كل فئات الشعب في العمل بروح الفريق الواحد من خلال التأكيد بالاحساس بالانتماء وربط النشء بالمجتمع عن طريق اكسابهم القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد الايجابية في التواصل والترابط بين أجيال المجتمع حتي لا يشعروا بالتشاؤم والاغتراب.
***
كلمات مضيئة
ليس من الأدب أن تقول في الغائبين شيئا لم تجرؤ علي قوله وهم حاضرون.. فبعض الأحيان عليك أن تتوقف عن العتاب المستمر لشخص لا يهتم لما تقوله فكثير منا لا ينتبه لصوت المكيف إلا بعد أن يطفأ.. فكن كالشمس واضحا صادقا مؤثرا نقيا ومبادرا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف