يسرى حسان
أي حاجة- يخرب بيت اختراعاتكم
لا معلومات لديّ عن نائب البرلمان. عدو الإنترنت والماوس والكبيورد والآلة الكاتبة. الذي طالب بإلغاء مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك. لا أعرف مستوي تعليمه وثقافته ولا مدي علاقته بالتكنولوجيا أو حتي الانثربولوجيا. أو مدي اطلاعه علي ما يحدث في العالم من حولنا. لم أهتم بالبحث عن أصله وفصله عندما علمت أنه ينتمي لائتلاف دعم مصر. قلت هذا يكفي وزيادة.. وبركاتك يا دعم مصر.
سألت المذيعة محمد سعد في فيلم الليمبي ماذا تعمل فقال لها إللي يصاحب أشرف كخة ومش عارف مين ح يشتغل إيه؟ طيار؟ فتش عن الليمبي في كل مكان في مصر الآن. وليبحث المنتجون والمؤلفون إذن عن مهنة أخري. فلدينا في واقعنا شخصيات ما بعد كوميدية. أظن أن خيال أعتي كتاب الكوميديا في العالم لا يستطيع تجاوزها.. الواقع أكثر كوميديا مما تظنون.
عقلية دعم مصر ليست ضد مواقع التواصل الاجتماعي فحسب. هي ضد الحرية عموما. ضد أن يفتح أحد فمه بكلمة واحدة. ضد منظمات المجتمع المدني. الملتزم فيها وغير الملتزم. تركيبة كلاسيكية قمعية تربت علي قديمه. لا صوت يعلو فوق صوت النظام الذي ندعمه - هم يدمرونه لا يدعمونه - وتقول لهم إن الطريقة قديمة وأثبتت فشلها. وأن العقل يقول إنك إذا اتبعت نفس المقدمات التي تم اتباعها من قبل فإنك لن تجني سوي نفس النتائج المعروفة. فيقولون لك "صلي علي إللي ح يشفع فيك" ليس غريبا أن يكون منهم واحد عطار يمتلك دكانة فضائية ولديه كريم يعالج السمنة والنحافة معا. ويهدد بإرسال بلطجية من كرداسة لتأديب أمين عام الأمم المتحدة.. بسم الله ما شاء الله علي قوة مصر الناعمة والخشنة والتي في باكتات. منها الخفيف اللطيف ومنها الثقيل الذي يظبط الدماغ.
وأنت إذا تأملت هذه "الأشكال" وتصرفاتها وأضفت إليها بعض الوقائع الظريفة واللطيفة مثل العثور علي متعلقات الشاب الإيطالي ريجيني بحوزة العصابة خارقة الذكاء التي قتلته ثم قام الأمن. خارق الذكاء. بقتل أفرادها جميعا عشان تبقي خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات. تأكدت أن المصري ظريف بطبعه وابن نكته. وأن الكوميديا التي تصنعها مصر الآن كافية لاضحاك العالم كله بأحيائه وأمواته وبأجنته التي في بطون أمهاتها.. وكم ذا بمصر من المضحكات.
إلي أين تقودنا هذه العقليات؟ جواب نهائي: إلي الجحيم بالطبع. فمصر التي يطالب رئيسها بتحسين صورتها أمام العالم. ترتكب مثل هذه الموبقات صباح مساء. ولا تترك فرصة إلا وتقول للعالم كله شرقه وغربه نحن دولة قمعية ضد كل أشكال الحرية حتي لو كانت مجرد تدوينات علي فيس بوك.. أي دولة هذه التي يصيبها الفيس بوك بمثل هذا الرعب. وهل إذا أغلقنا فيس بوك سنصبح دولة آمنة مطمئنة يقصدها العالم كله.. سائحين ومستثمرين. ونعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات؟
الفيس بوك نفسه أيها القوم الذين تعيشون في الجاهلية الأولي. أصبح موضة قديمة. تركه الشباب للعواجيز الذين يهنئون زوجاتهم بأعياد ميلادهن علي صفحاته مع أنهم يقيمون معا في بيت واحد ويستطيعون توجيه التهنئة إليهن مباشرة ووجها لوجه. ولجأوا إلي العشرات من مواقع التواصل التي لم تسمعوا بها لأنكم منفصلون أساسا عن الحياة. فاهمدوا ربنا يهديكم أو فليبستجب لدعوات محبي مصر - وهم غير داعمي مصر تماما - ويهدكم جميعا وتحلوا عن سمانا التي تلوثت بأنفاسكم وهرتلاتكم وكريماتكم التي من تركيبة واحدة ورغم ذلك تقولون إنها تعالج السمنة والنحافة وتزيل الشعر الزائد وتعيد إنبات الشعر الساقط.. يخرب بيت اختراعاتكم!!