لويس جرجس
برلماني يطالب بتقييد حرية التعبير!
عندما يطالب نائب برلماني بتقييد حرية المواطنين في التعبير عن آرائهم فإنه يفقد شرطاً مهما من شروط تمثيله للشعب وهو الدفاع عن حرية هذا الشعب في المشاركة الإيجابية في بناء الوطن بالعمل والرأي والتوجيه الذي يؤدي إلي تصحيح المسار وهذا لن يتأتي إلا بإتاحة الفرصة أمام المواطنين للتعبير عن آرائهم وكشف مواطن الخطأ في المجتمع وأخطارها علي مستقبل الوطن الذي لن يتقدم إلا بمثل هذه المشاركة.
وحسب تصريحات نشرها موقع "اليوم السابع" الخميس الماضي منسوبة للنائب جمال عقبي عضو ائتلاف دعم مصر فإنه دعا لغلق موقع "فيسبوك" علي الانترنت بحجة استخدام البعض له لتقليب الرأي العام أو التحريض علي العنف وقال انه سيتقدم بطلب لرئيس المجلس لمخاطبة وزارة الاتصالات لإغلاق موقع "فيسبوك" في مصر خلال تلك الفترة.
إلي هذا النائب وكل نائب يتبني رأيه أقول ان الغلق والمنع هو وسيلة العاجز عن مواجهة التحديات. صحيح ان مواقع التواصل الاجتماعي ومنها فيسبوك كثيرا ما تتضمن شائعات وأخبارا مغلوطة وأنباء متضاربة تحدث بلبلة في الرأي العام.
وصحيح ان بعض أصحاب الهوي والقوي السياسية التي أسقطها الشعب في ثورتي يناير ويونيو يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لإشاعة اليأس والإحباط وتصوير الأمور وكأن كل شيء في البلد يسير نحو الهاوية فإن الحل ليس هو المنع أو الحجر علي الآراء ولكن بإتاحة الفرصة لكل الآراء لكي تظهر علي السطح ومواجهة الرأي بالرأي والأخبار المغلوطة بالصحيحة وتوضيح حقيقة الأمور والاعتذار عن الخطأ في حال وقوعه.
مع التقدم العلمي الكبير في السنوات القليلة الماضية أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبراً يتبادل من خلاله المواطنون الآراء ويدافع كل منهم عن آرائه ويبين حججه. تتلاقي الآراء أحياناً وتتصارع أحياناً أخري والنتيجة في النهاية لصالح المجتمع الذي يعبر عن نفسه بهذه الوسيلة وكثيراً ما يستمع أصحاب القرار السياسي إلي صوت الشعب منعكساً عن طريق هذه الوسيلة الجديدة للتعبير. فارفعوا أيديكم عنها. لأن المنع والحظر لم يعد ممكناً في هذا العصر المنفتح إعلاميا علي جميع الأصعدة.
ومازلنا مع البرلمان والإعلام وأسجل سقطة إعلامية لصحيفة "وطني" في خبر منشور يوم 30 مارس بعنوان "مجلس النواب يرفع الحصانة عن نائب قبطي".
السقطة هنا هي نشر الصفة الدينية للنائب رغم انه يمثل الدائرة كلها وليس فئة محدودة من مواطنيها. صحيح ان الدستور حدد نسبة لمشاركة الأقباط والسيدات ومتحدي الإعاقة إلا ان هذا لا يعني التزام الإعلام في تغطيته للأحداث بهذا التصنيف الطائفي. فالنائب بمجرد نجاحه أصبح ممثلاً للشعب كله.
لقطة:
أبرمت الدول العربية صفقات سلاح في عام 2015 بـ 50 مليار دولار. احصائية لا تحتاج إلي تعليق.